يمتد الشريط الساحلي بولاية المنستير على طول 31 كلم وتوجد بهذا الشريط 4 موانئ من بينها ميناء طبلبة الذي يعد الاكبر من حيث حجم الحركية البحرية ومن حيث وفرة الانتاج.والموانئ الاخرى موجودة بالمنستير وصيادة والبقالطة بالاضافة الى مرفإ قصيبة المديوني وكلها مختصة في الصيد الساحلي. وتصل كمية الانتاج من الأسماك الى حوالي 16 ألف طن من بينها 13 ألف طن من السمك الازرق. ويستوعب هذا القطاع ما لا يقل عن 4 آلاف عامل.هذا القطاع الذي يضم قرابة ألف وحدة صيد مدعم بشتى التجهيزات وخصوصا منها ورشات صنع واصلاح السفن وورشات ومعامل لصنع الشباك وكل حاجيات الصيد البحري بالاضافة الى مخازن التبريد ومصانع للثلج وتحويل الاسماك. والى جانب هذا الانتاج الطبيعي من الاسماك أضيف الى هذا القطاع قطاع تربية الأسماك من نوع الوراطة والذي قد لا تقل مساهمته عن 4 آلاف طن، وهو ما يجعل الانتاج الجملي للاسماك من مختلف أنواعها يصل الى 20 ألف طن.سر الاسعاروفرة الانتاج من المفروض أنها تساهم في الحد من ارتفاع الاسعار، لكن أسعار الاسماك بمواطن الانتاج مرتفعة. وقد يفاجأ المرء بأنها أكثر ارتفاعا في هذه الجهة من جهات غير منتجة وهنا يفسر أرباب المهنة هذه الاسباب بعامل الجودة وفصول الاستهلاك، فالحوتة الأصلية أرفع سعرا من الاسماك غير الفصلية. بالاضافة الى طبيعة الولاية وخصوصياتها حيث يتضاعف عدد سكانها صيفا بسبب اقبال سكان المناطق الداخلية على الاصطياف بها ويزداد شتاء من خلال عشرات الالاف من الطلبة والعمال القادمين من أماكن أخرى.الحلقة الوسطىلكن هل يبرر كل هذا الغلاء الفاحش حيث تتجاوز الاسعار لبعض الانواع العشرين دينارا للكلغ الواحد وحتى الأسماك في النوع المتوسط لا يقل سعرها عن 10 دنانير؟ طرحنا هذا السؤال على السيد صالح بن عبد الحميد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بولاية المنستير الذي اعترف صراحة بارتفاع الاثمان ولكنه أرجع ذلك الى عدة أسباب من بينها ارتفاع تكاليف الانتاج من مستلزمات الوقود وأجرة العمال ودور الوسيط ولو أنه مكبّل هو الآخر بعديد المصاريف والتاجر الذي له هامش معين من المرابيح ولكنه يبقى تحت رحمة التسويق. فهو مهدّد بالمخاطر لكن هذا لا يجب ان يكون مدعاة لهذا الارتفاع فلابد من تفعيل دور المراقبة الصحية والاقتصادية ولابد من مراقبة واعادة النظر في الحلقات المتدخلة وتنظيم القطاع.أسعار «القرنيط» من نارانطلاقا من 15 أكتوبر 2011 افتتح موسم الاخطبوط والذي يتواصل الى 15 ماي 2012 على أن يتوقف صيد الاخطبوط اي القرنيط لفترة 5 أشهر تكون مناسبة للبيض ونمو الافراد. لكن ما لوحظ في هذا الموسم هو صغر حجم القرنيطة فهل راجع الى اقدام البحارة على صيده قبل الأوان وما سر غلاء ثمنه الذي لم ينزل الكلغ الواحد عن 10 دنانير.من المسالك التي تساعد على تخفيض الاسعار خاصة في مواطن الانتاج اسواق من المنتج الى المستهلك لكن هذه الاسواق اختفت أو قل عددها.