منيت القائمات الدستورية المترشحة بفشل ذريع ولم تكن نتائجها في انتظارات الدستوريين الذين كانوا يعتقدون أن لهم ثقلا كبيرا في المشهد السياسي التونسي بعد أن سيطرت أنظمتهم السابقة على البلاد وحكمتها لمدة الخمسين سنة الماضية. قال السيد عبد السلام بوستة أن الأحزاب الدستورية تعددت أسماؤها ولم تستغل الحملة الانتخابية على أحسن وجه إذ قامت دعايتها على الدعوة إلى إقصاء بعض الأحزاب وبعض الأسماء عوض أن تقوم على الدعاية إلى إنجاح قائماتها من خلال شرح الواقع السياسي واحتضان الشباب والسعي إلى تغيير نظرة المواطنين تجاه حزب التجمع الذي تحمل الدساترة الأحرار لوحدهم تبعات أخطاء زعمائه فالتجمع حسب رأيه كان يضم جميع الطوائف السياسية وكان الجميع يصفق لقرارات بن علي ووزرائه واليوم وبعد قيام الثورة المجيدة لم يتحمل الوزر سوى الدساترة الذين هم ابعد ما يكون عن التشويه وهم الذين ناضلوا من اجل استقلال البلاد وأضاف أن القائمات الدستورية اعتمدت على الأموال وأهملت الشباب كما لم يخف السيد عبد السلام بوستة أن تعدد القائمات الدستورية كان سببا مباشرا في تشتيت الأصوات ومن جهته كان يفضل لو اتحدت القوى الدستورية ودخلت الانتخابات بقائمة موحدة لكان لها حضور كبير داخل المجلس التأسيسي وفي جانب أخر قال السيد محمد مطاط أن الدساترة لم يؤمنوا بالتغيير الحاصل في المشهد السياسي بعد الثورة ولم يحاولوا الاندماج في الوضع الجديد وواصلوا عملهم بصفة منفردة من اجل الزعامة فغاب الانضباط ووجد الشباب نفسه صيدا سهلا لبعض الأحزاب التي تحيلت عليه من خلال إعلانها عن برامج مستحيلة كان يكون النقل مجانيا أو الخبزة بمائة مليم كما تحمل الدساترة أخطاء وسائل الإعلام التي أقصتهم من المشهد السياسي التونسي بعد أن ركزت على أحزاب معينة وقد كان لذلك تأثير كبير في توجيه الرأي العام الذي اخذ موقفا من كل الأحزاب الدستورية بقطع النظر عن الكفاءات التي تضمها في صفوفها.