تفيد تقديرات المشرفين على قطاع الزياتين في معتمدية بوفيشة ان الانتاج سيكون قياسيا هذا الموسم في المنطقة وسيفوق 60 بالمائة عن صابة الموسم الماضي وهو ما سيوفّر طاقة بأكثر من 14 ألف طن من الزيت ذي الجودة العالية بحكم أن نوعية الزياتين هي ساحلي بنسبة 97 بالمائة ولا تستعمل لنموها أسمدة ومواد كيمياوية وتلك عوامل معروف تأثيرها على جودة الزيت. غير أن المؤشرات الطيبة للغاية لصابة الزيتون تقابلها مصاعب برزت منذ انطلاق عملية الجني بعد عيد الاضحى أهمها قلة اليد العاملة مما جعل عددا كبيرا من الفلاحين يتأخرون في الانطلاق في الجني علما أن القطاع يعتمد على النساء نظرا الى حسن تعامل المرأة مع الشجرة وسعرها في اليوم لا يفوق 9 دنانير. أما المشكل الثاني فيتمثل في تسعيرة الكيلوغرام من الزيتون عند البيع حيث يحدده التجار من أصحاب «مناشر» الشراء على هواهم ودائما لهم تبريرات في ذلك مثل ان الزيتون ليس ذا جدوى كبيرة في الزيت بسبب الأمطار وغير ذلك من التبريرات الواهية لكن تلك التصرفات لا تخدم هؤلاء التجار دائما خاصة عندما يدخل المنطقة التجار المتجولون من داخل الجمهورية كالقيروان وصفاقس والذين يرفّعون في السعر مما يجعل الفلاّح ينفر من البيع للتجار المحليين ويبيع للمتجولين عندها تنشب معركة بين الطرفين يكون فيها المستفيد الفلاّح غير ان هذا نادرا ما يحصل والمتضرر والضحية دائما الفلاح في العملية ككل. عامل آخر يعاني منه قطاع الزياتين في بوفيشة وهو قلة المعاصر حيث كانت في السابق 6 وكان ذلك يخلق مشاكل عند الرحي للفلاح جرّاء الاكتظاظ، فما بالك هذا الموسم باتت 5 وإحداها ليست في حالة جيّدة. ولهذا من المنتظر ان يعاني الفلاح الويلات من هذه الناحية وسيكون أمام خيارين إما الذهاب بعيدا الى «المعاصر» الموجودة بالولايات المجاورة كزغوان ونابل او تحمل الانتظار في المعصرة قرابة الشهر حتى يأتي دوره لرحي زيتونه هذا ان بقي على حاله ولم يتعفّن!؟ وفي كل الاحوال الصعوبات والمشاكل المذكورة للفلاح في بوفيشة بإمكانه تجاوزها ولا يمكن ان تكون أكثر حدة من التي عانى منها في العهد البائد من ديون واحتقار وعدم اهتمام والصابة الحالية من الزياتين قد تكون جاءت في وقتها لتمسح بؤس هؤلاء الفلاحين وتزرع فيهم أملا في غد أفضل. يبقى كنصيحة لهؤلاء والتي أردناها من السيد محمود المهذبي وهو فني قديم بخلية الارشاد الفلاحي ببوفيشة وتتمثل في دعوة الفلاحين الى جني صابتهم في وقتها وأن لا يتجاوزوا في ذلك شهر مارس كأقصى حد حتى يتفادوا الصابة الموسمية. كما يدعو هذا المسؤول الفلاحين الى الإقبال على غراسة الزياتين لأن وزارة الفلاحة تشجّع على ذلك وهي تساعدهم بنسبة 50 بالمائة في ذلك