بعد النتائج الهامة المسجلة في محاصيل موسم قطاع الزراعات الكبرى لهذا العام والتي قدرت بنحو 20 مليون قنطار من أنواع القمح الصلب واللين والشعير، وهي محاصيل تقدر بضعف محاصيل الموسم الفارط، ينتظر أن يكون موسم الزيتون أيضا هاما نظرا لما تتميز به عديد جهات البلاد التي تغطيها غابات الزياتين من إمكانيات في هذا المجال. ففي مسح تقديري لصابة الزيتون القادمة أشارت المندوبيات الجهوية للفلاحة بكل من صفاقس والقيروان وسيدي بوزيد وسوسة والمهدية الى أن الصابة واعدة في مجمل هذه الجهات. ونظرا لما تميزت به بقية المناطق التونسية في كل من قابس وجرجيس وقفصة وصولا إلى القصرين وزغوان وبعض جهات الشمال، من مناخ خلال مارس الماضي من نزول كميات من الأمطار انعكس بإيجابية على أشجار الزيتون المتوفرة هناك التي تبشر بصابة زيتون واعدة. وتشير هذه المصادر الفلاحية أنه نظرا لما سيتميز به موسم الزيتون القادم من إيجابية فقد انطلقت الحركية داخل القطاع من الآن وذلك بتبسيط الأرضية تحت الأشجار ( تمشيط) وإزالة بعض الأعشاب الطفيلية بحرث الأراضي استعدادا لبداية الموسم مع حلول شهر نوفمبر القادم.
تقديرات أولية لصابة الزيتون
ونظرا لما تميزت به معظم جهات البلاد المنتجه للزيتون من توفر الحبوب على رؤوس الأشجار فقد قدرت مصادر فلاحية مطلعة بأن موسم هذا العام سيحقق إنتاجا هاما من الزيت قد يفوق 200 ألف طن، وهو مستوى إنتاج لم تحققه تونس منذ سنوات نظرا للتقلبات المناخية والجفاف الذي عرفته البلاد خلال الثلاث سنوات الماضية. وتبقى آمال الفلاحين في كافة هذه الجهات معلقة في جانب هام من صابة الزيتون القادمة على على نزول الغيث وارتواء اشجار الزيتون المحملة بالحبوب خاصة في مثل هذه الأيام الخريفية التي تحتاج فيها الزيتونة إلى الإرتواء حتى تستطيع الحفاظ على محصول الزيتون في ظروف جيدة.
.. وللسوق الوطنية والعالمية بعد آخر
ولئن تبقى صابة الزيتون واعدة ولها أهمية كبرى على مستوى الإنتاج الوطني وتشغيل اليد العاملة أذ أنها توفر حسب تقديرات الوسط الفلاحي وطوال موسم الجني أكثر من 400 ألف يوم عمل وذلك داخل الغابات وفي معاصر التحويل ومجالات التصدير والتعليب وغيرها من النشاطات، فإن آمال كل الناشطين في القطاع تبقى معلقة على أسعار الزيت محليا ودوليا، حيث أن 80 في المائة من انتاج تونس من هذه المادة تبقى موجة للأسواق العالمية. ولئن قطعت تونس خطوات في مجال تصدير الزيت معلبا بلغت زهاء 10 في المائة من قيمة الانتاج واستطاعت أيضا أن يحظى الزيت التونسي بعلامة وطنية خاصة، فإن النسبة الهامة من الزيوت التونسية المصدرة مازالت توجه للأسواق العالمية "صبة" ، وهو عامل مازال يحد من قيمة هذه المادة الهامة ويجعلها تحت تصرف أرباب الأسواق العالمية التي تتلاعب بها وبأسعارها من ناحية وتسوقها تحت علامات خاصة بها وهو ما يجعل القيمة المضافة للزيت التونسي مفقودة.