خلفت الفيضانات الأخيرة بولاية منوبة خسائر قد لا تكون فادحة بلغة الأرقام لكنها كبيرة في نظر المتضررين وخاصة من الفلاحين الصغار الذين يتكبدون بدورهم أعباء الكراء وارتفاع تكلفة الإنتاج ومصاريف الحياة اليومية خاصة أن اغلبهم من أصحاب عائلات.. لهؤلاء تاريخ زاخر بأضرار الفيضانات في السنوات الماضية والتي كانت اكبر وأفدح دون أن يستطيعوا إبلاغ صوتهم والحصول ولو على مبالغ مادية ضئيلة على اعتبار عدم توفرهم على المقاييس التي ضبطت في العهد السابق والبعيدة كل البعد عن حجم الأضرار وقيمة الخسائر التي ظلت تلاحق بعضهم تبعتها خسائر جديدة جعلتهم في عنق الزجاجة ينتظرون حلولا عاجلة..
«الشروق» التقت عيّنة من المتضررين الذين تحدثوا عن مصابهم وابلغوا مقترحاتهم إلى الجهات المعنية مطالبين المصالح الجهوية بتبليغ صوتهم إلى المصالح المركزية للإسراع بصرف التعويضات لفائدتهم في اقرب الآجال لتجاوز محنتهم حتى يستعيدوا أنفاسهم من جديد..
موعد يتجدد قيس الدريدي فلاح صغير يقول «منطقة حنة بالجديدة تعد فريسة سهلة لفيضان وادي مجردة الذي يأتي على الأخضر واليابس فيعيد التاريخ نفسه في كل مرة ونتكبد خسائر فادحة لا نجد حلولا لها سوى الصبر إذ لا نتلقّى التعويضات الحقيقية التي نستحقها لذلك من الضروري بعد الثورة أن تطبق مقاييس مضبوطة تعطي لكل ذي حق حقه وبنسبة تغطية هامة للأضرار».
ناصر اليزيدي فقد 3 هكتارات من القنارية يقول «نطالب بشفافية في تقييم الأضرار وبتعويضات يجب أن تسرع الحكومة في صرفها قدر الإمكان فما عدنا قادرين على مواصلة نشاطنا خاصة أن اغلبنا فلاحة صغار ندفع كراء أراضي وديون متخلدة بذمتنا منذ سنوات..».
مخطط للحماية من الفيضانات عماد الرياحي تضرّرت له 5 هكتارات من القنارية يقول «مسؤولية الحكومة ليس فقط الإسراع بالتعويضات بل بدراسة الحالات ووضع مخطط لحمايتنا من الفيضانات التي أصبحت بمنطقتنا موعد يتجدد ».
أما أحمد النحالي، فلاح شاب، فيقول: «تضررنا كعائلة أغلبنا فلاحين صغار ليس فقط جراء الفيضانات الأخيرة بل على امتداد السنوات الأخيرة والتي حرمنا فيها من التعويضات وان تحصل احدنا عليها فقد كانت مبالغ ضئيلة لا تسمن ولا تغني من جوع لهذا نرى من الضروري هذه السنة أن تكون التعويضات في حجم الأضرار التي تكبدناها ووفق مقاييس موضوعية وبنسبة هامة تجعلنا نتدارك وضعنا».
لطفي بن رمضان فلاح بالبطان عبر عن أمله في أن تستعجل الحكومة بصرف الاعتمادات حتى تساعد الفلاحين المتضررين وخاصة من منتجي القنارية والبطاطا ليشاطره الرأي السيد صالح نفزي مؤكدا أن ذلك الإسراع بات ضروريا حتى يتدارك المتضررون وضعهم ويخرجون من دائرة العجز التي وجدوا أنفسهم فيها نتيجة عوامل طبيعية وبشرية خارجة عن نطاقهم ..
الأخوان محمد أيمن النحالي وابراهيم النحالي عبّرا عن معاناتهما قائلين «تكبد والدنا ديونا فادحة نتيجة فيضانات 2009 ومات رحمه الله ومازلت تلك الديون متخلدة بذمتنا لتعقبها فيضانات هذه السنة التي زادت الطين بلة وأقحمتنا في دائرة معاناة لا تنتهي ان طلبنا هو الإسراع في صرف التعويضات التي نتمنى أن لا تكون كالتعويضات التي صرفت في السنوات السابقة والتي أسندت بمقاييس لا تمت للواقع بصلة..».
وقد عرج المستجوبون على مسألة الأضرار التي مست الأراضي وتجهيزات الري والمسالك الفلاحية مطالبين المصالح الجهوية بتدخل عاجل في بعض المسالك التي حالت وضعيتها الحالية دون وصول الفلاحين إلى أراضيهم .
رصد الأضرار وقد كان للفلاحين لقاء بوالي الجهة السيد منصف العمراني الذي أكد أن المصالح الجهوية المعنية حرصت على تقييم الأضرار من خلال متابعة ميدانية من قبل لجنة مختصة تشرف عليها المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية حيث تمّ رصد الأضرار وتقييمها وتحديد قائمة للمتضررين وفق حجم الأضرار المسجلة حيث تم رفع تقرير إلى المصالح المركزية المعنية..
وأشار إلى انه تم التدخل على مستوى عديد المسالك الفلاحية التي غمرتها المياه وان الجهود متواصلة لتعهد كافة المسالك المتضررة.