أثار ما ورد في خطاب الرئيس المؤقت المرزوقي غضب فئة واسعة من النساء، الى درجة أنهن قررن تنظيم وقفة احتجاجية اليوم بالقصبة بسبب تصنيفهن حسب لباسهن «منقّبة ومحجّبة وسافرة. كما لم تخف فئة واسعة منهن تضمّن الخطاب لفظ سافرة لشحنة سلبية لم ترق لهن. «الشروق» اتصلت بالناطق الرسمي وعضوة من حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وبعضوة من النهضة كما اتصلت بالسيدة هادية جراد الناشطة في المجال النسائي والسياسي. استنكار لا إقرار عن هذا التصنيف للنساء الذي اعتمده الرئيس المؤقت في خطابه يذكر الناطق الرسمي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدايمي «التصريح الذي ذكره رئيس الجمهورية لم يصنّف النساء بل تحدّث عن بعض الصفات في اللباس التي يتداولها الاعلام وبعض التونسيين. وحديثه لا يعني تصنيفا للمرأة التونسية، بل تعمّد ذكر تلك الألفاظ «المنقّبة والمحجّبة والسافرة» وفق ما يتداوله البعض ليظهر ان كل نساء تونس جديرات بالاحترام وان التصنيفات الموجودة الآن في الساحة حسب لباسهنّ وقناعاتهن الايديولوجية والفكرية غير معقول اذ ان لهن نفس الحقوق ونفس المكانة في دولة مدنية يدعو لها المؤتمر ويسعى رئيس الجمهورية للمشاركة في تأسيسها. وأضاف ان ذكر التصنيف المتداول في خطابه جاء من قبيل الاستنكار وليس من باب الاقرار. لقد استنكر الرئيس استعمال هذه الألفاظ من بعض الأطراف لمهاجمة بعض النساء بسبب أفكارهن. ولاحظ أن كلمة سافرة المقصود منها واضح لكن البعض حمّلها شحنات سلبية لم يقصدها المرزوقي وهو الحقوقي الذي عرفه الجميع بدفاعه عن حقوق المرأة. الجدل لم يخلقه المؤتمر كذلك عضوة التأسيسي اقبال مصدّع (المؤتمر من أجل الجمهورية) ترى أن كلمة «سافر» لا تحمل معنى الاستنقاص من مكانة المرأة غير المحجّبة. كما ان المؤتمر ورئيس الجمهورية لم يخلقا الجدل الموجود في المشهد التونسي وهذا المصطلح بل إن الجدل موجود بطبعه حول المنقبات وغيرهن وجاء هذا الخطاب ليقول ان كل التونسيات لهن نفس الحقوق ولهن الحرية في اختيار اللباس والفكر الذي يختزنه وأضافت ان مشكل التصنيف موجود ويدور حوله الجدل ولم يخلقه حزب المؤتمر. رئيس الجميع وتتفق آمال عزوز نائبة رئيس كتلة النهضة بالمجلس التأسيسي مع هذا الرأي كما استغربت المنحى الذي أخذته كلمة «سافرة» والذي لا تتحمله اللغة العربية ومعجمها ولاحظت «أن رئيس الجمهورية أراد بهذه الكلمات أن يقول بأنه رئيس كل التونسيين دون تفضيل فئة على غيرها». وأضافت كان بإمكانه ان يستعمل لفظ «غير المحجبات بدل سافرات» لكن لغويا لا توجد شحنة سلبية خاصة أن الرئيس المرزوقي معروف بعفويته وتفتّحه... ولاحظت انه بدأ حديثه بالمنقبات نتيجة الجدل الموجود حولهن حاليا في الجامعات، وأراد بث رسالة لطرح حوار مع هذه الفئة وحلّ الأزمة... ونزّهت صاحب الخطاب المعروف بأنه حقوقي من أية رغبة في الاساءة لأية فئة من نساء تونس. مطالب المرأة أما السيدة هادية جراد (ناشطة بجمعية النساء الديمقراطيات) فترى أن تناول مسألة حقوق المرأة لا يمكن طرحها من جانب كونها محجّبة او منقبة أم لا بل لأن ذلك ليس من المطالب ذات الأولوية في المرحلة الحالية. كما ان «السافرات» موجودات في المجتمع ولم تكن قط مهددات بالعنف والاعتداء. فهذه المسألة على حد علمنا غير مطروحة الا اذا كان يعلم ما لا نعلم. وأضافت ان كلمة «سافرة» لا تليق بالوضع فقد تحمل شحنات غير ايجابية ويمكن تعويضها بغير المحجبة. ولاحظت ان أولويات المرحلة هي طرح شواغل المرأة الرئيسية وهي «دسترة» حقوق المرأة وتجريم العنف وتطوير مجلة الأحوال الشخصية. لكن الحديث عن منقبة وغيرها فيحمل نظرة تمييزية للمرأة حسب اللباس وهي حريات شخصية قد تفسّر حسب علاقة المرأة بجسدها..