تصاعد خلال الساعات الاخيرة الصراع داخل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ثاني أكثر الأحزاب تمثيلا داخل المجلس التأسيسي، حول خليفة المرزوقي في رئاسة الحزب...فتواتر الحديث حول تصدّع داخلي بات يقوده شقّان يتبادلان الاتهامات. هذا الانشقاق برز على رأسيه عبد الرؤوف العيادي وعماد الدايم وقد طفا على السطح عقب إعلان العيادي خليفة للمرزوقي ونشر «مجموعة» العيادي لقائمة الأسماء المرشحة للمشاركة في الحكومة تحت رئاسة حمّادي الجبالي...وقد عقب نشر تلك القائمة اجتماعا عشية الخميس الماضي في مقر المؤتمر انتهى إلى «عزل» العيادي وإعلان عضو المكتب السياسي الطاهر هميلة أمينا عاما للحزب خليفة للمنصف المرزوقي مع تجميد عضوية النائب ضمير المناعي المرشح لكتابة الدولة لدى وزير الصناعة مكلف بالطاقة والمناجم بتهمة أنه مطلوب لدى الشرطة الدولية بسبب شيك دون رصيد وقرار عرض النائبين عبد العزيز القطي والناصر براهم على مجلس التأديب. هذا الاجتماع وصفه عضو المكتب السياسي فتحي الجربي ب«الانقلاب» على الشرعية قائلا ل«الشروق» «إنّ بعض الاشخاص من داخل المكتب السياسي يعرفون على أنهم مقربون من حركة النهضة سارعوا إلى الانقلاب على شرعية تولي عبد الرؤوف العيادي للأمانة العامة آليا خلفا للمرزوقي وانتخاب تلك الأسماء وترشيحها للمشاركة في الحكومة». كما قال فتحي الجربي إنّ المرزوقي تعرّض للضغط قبل أيام وساعات من انتخابه رئيسا للجمهورية وذلك بالتهديد بعدم التصويت له إن لم يقدم قائمة مرشحي حزبه للمشاركة في الحكومة «وقد تحدثت لرئيس كتلة النهضة داخل التأسيسي نور الدين البحيري ولمته على ممارسة الضغط على المرزوقي فردّ بالقول «والله لا» مما يعني أنّ أشخاصا معروفين داخل المؤتمر هم من تزعموا الضغط على رئيس الحزب آنذاك ضمانا للمقاعد». ويصف الجربي التصدّع الحالي داخل الحزب على أنه معركة مقاعد يقودها شق مقرب من حركة النهضة قائلا «نحن حزب ديمقراطي وقد تم ترشيح تلك الأسماء بالتصويت كما أن إعلان العيادي أمينا عاما تم بحضور أغلب أعضاء المكتب السياسي باستثناء سمير بن عمر والذي كان يومها مريضا وسليم بن حمدان». وقال الجربي إن ما وقع عشية الخميس الماضي غير قانوني وأنه لا شرعية سوى شرعية الكتلة الممثلة داخل التأسيسي وهم الأشخاص الذين انتخبهم الشعب بعيدا عن الخط الانتهازي الذي بدأ يبرز داخل الحزب. وحول تطورات الساعات القادمة قال الجربي «على رئيس الحكومة الاتصال بالأمين العام الشرعي للحزب عبد الرؤوف العيادي للحصول على قائمة المرشحين للمشاركة في حكومته» مشيرا إلى حالة الاستياء التي يعيشها منخرطو الحزب في مختلف الجهات. كما قالت مصادر أخرى من داخل الحزب إنّ أغلب أعضاء المكتب السياسي للمؤتمر يعتبرون من المقربين لحركة النهضة وأن هؤلاء «عزلوا» المنصف المرزوقي عن بقية الأعضاء الأمر الذي ساهم في تعقيد الامر صلب الحزب...وفي مرحلة ما بعد المرزوقي، تقول مصادرنا، بادرت المجموعة المقربة من «النهضة» بالسيطرة على زمام الأمور بقيادة خفية من سليم بن حميدان صهر القيادي في النهضة محمد بن سالم المرشح لتولي وزارة الفلاحة من أجل الإبقاء على الحزب ك«فصيل» للحركة. وفي انتظار تطورات الساعات القادمة نشير إلى أن الموقع الاجتماعي «فايس بوك» عايش الصراع داخل الحزب فتبادل مستخدموه تصريحات وتصريحات مضادة بين الشقين.