عاد الهدوء ظهر أمس الى القاهرة على وقع صور رهيبة لضحايا مواجهات الليلة قبل الماضية التي خلّفت ثمانية قتلى ومئات الجرحى والكثير من القلق.. تواصلت صباح أمس في القاهرة «بقية» المواجهات الدامية التي جرت الليلة قبل الماضية وخلّفت الى جانب الضحايا صدمة عنيفة خصوصا بعد الصور التي بثها التلفزيون المصري لمصابين إما بالرصاص او الهراوات او بحجارة كانت تسقط عليهم من سطوح المباني المجاورة. وأقحمت السلطات المصرية أمس قوات الأمن الداخلي والجنود وأفراد الشرطة العسكرية لإجلاء آخر المعتصمين في الساحة المطلة على مجلس الوزراء ثم من ميدان التحرير.. وعاد الهدوء بعد ذلك الى المنطقة ولكن المتظاهرين المنسحبين قالوا إنهم سيعودون. وأكد رئيس وزراء مصر كمال الجنزوري أمس في مؤتمر صحفي ان ما حدث في القاهرة (أمس الاول وحتى ظهر أمس) ليس ثورة بل انقضاض على الثورة...
عناصر مندسّة ونسب الجنزوري العنف الى عناصر مسلحة قال إنها اندست بين المتظاهرين والى أطراف أخرى غير محددة قال إنها تحرك المراهقين الذين يشتبكون مع قوات الامن. وقال إعلاميون مصريون إنه لم يكن بوسع الجنزوري ان يصل الى حد تحمل مسؤولية التدخل القوي لقوات الامن ولو أنه قال ان بعض المتظاهرين وهم المندسون الذين تحدث عنهم على الارجج بادروا برشق مقر مجلس الوزراء بالطوب والحجارة بينما اكتفت قوات الامن بهراوات لمنع اقتحام المبنى. وكان من الواضح حسب المحللين المصريين ان الوضع بات خطيرا في القاهرة خصوصا أن أعمال العنف تزامنت مع الإعلان الأولي عن نتائج الانتخابات بما يعني ان مصر كانت أمام خياري مواصلة الانتقال السلمي او اللجوء الى العنف. وقالت وزارة الصحة ان المواجهات الدامية خلّفت ثمانية قتلى ونحو 300 جريح ولكن مصادر مستقلة تحدثت عن سقوط 800 جريح. وكان بين القتلى الأمين العام لدار الإفتاء الشيخ أحمد عفت الذي اختار الانضمام الى المتظاهرين على ما يبدو. وتواصلت المواجهات والاشتباكات المتفرقة حتى صباح أمس بعد ليلة حامية كانت الثانية على التوالي التي تمرّ على العاصمة المصرية. مسؤولية العسكري وبالمقابل القت القوى السياسية المصرية اللوم على المجلس العسكري في إحداث مجلس الوزراء وطالبت باجراء تحقيق محايد وتقديم الجناة والمسؤولين عن فضّ الاعتصام بالقوة الى المحاكمة. وقال أبو العز الحريري عضو التحالف الشعبي الاشتراكي ان الاحداث تؤشر على أن المجلس العسكري لديه رغبة قوية بكسر إرادة شباب الثورة واجهاضها او اجهادها عبر موجات متتالية من العنف والقمع.
ووصف سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الأحداث بأنها «عبث من جانب المجلس العسكري ووزير الداخلية» متحدثا عن مخطط واضح لعرقلة عملية نقل السلطة وتكلم محسن راضي القيادي بحركة الاخوان المسلمين عن مخطط لإفساد فرحة المصريين بالانتخابات.