«لا قيد ولا شرط ولا منع ولا رقابة»، هو شعار معرض الكتاب بالقيروان الذي حضرت فيه عديد الأسماء والعناوين بعد ان كانت ممنوعة من النشر والتعبير. انه معرض الكتاب الحر. المعرض انطلق منذ يوم 17 ديسمبر ويتواصل الى غاية 7 جانفي بالمركب الثقافي بالقيروان. يقدم اكثر من الفي وخمسمائة عنوان(2500) مختلفة المضامين والحجم. كتب سياسية ودينية كانت ممنوعة قبل ثورة 14 جانفي منها كتب للشيخ القرضاوي وراشد الغنوشي ورفيق عبد السلام وابن تيمية وعائض القرني وابن كثير وكتب اخرى لعشرات المفكرين التونسيين والأجانب. في هذا المعرض حضر صافي سعيد وحامد الزغل ووثائق ويكيلكس و«حاكمة قرطاج»و«تونس الكتاب الأسود» للكاتبين الفرنسيين نيكولا بو وجان بيار تيكوا و«صديقنا بن علي». وكتب عن الثورة التونسية (هيام التركي). وصفحات من وحي الثورة وكتاب «بورقيبة والاسلام» للصحفي لطفي حجي. كما يحضر الرئيس الدكتور المنصف المرزوقي بكتابه «ديكتاتور مع وقف التنفيذ». و»الحريات العامة في الدولة الإسلامية» لراشد الغنوشي وغيرها من العناوين لهذا المفكر والسياسي. وقد شهد المعرض في يومه الاول اقبال عدد كبير من المواطنين رغم ضيق الفضاء. وقد كانت الأسعار حسب بعضهم متوسطة بعضها في متناول المواطن ذي الدخل المحدود. وبعض الكتب ثمنها مرتفع لكونها طبعت في الخارج. كتب حرة ونفيسة اثناء تجوالنا بين الكتب وبين المواطنين التقينا الشاعر الأديب القيرواني حسين القهواجي الذي كان بصدد تفحص وتصفح بعض الكتب يقلبها ويلقب عينيه ثم يقتني بعضها. وفي حديثه عن المعرض قال القهواجي ان المعرض ثري ويتوفر على عناين كثيرة وقيمة. واشار الى دور هذا المعرض في تنشيط المشهد الثقافي بمدينة القيروان الذي تزامن مع عديد التظاهرات. ومن خلال جولته بين العناوين يرى القهواجي ان القارئ التونسي لا يزال يقبل على كتب الشعوذة مثل «جلب الحبيب» وكشف الكنوز. ويرى ان قلة من القراء من يقبل على اقتناء الكتب العلمية او الصوفية مقابل اقباله على الكتب الدينية. والتي سجلت حضورها بعدد كبير من العناوين والمجلدات. وشهدت اقبالا كبيرا. وعن حضور الكتاب التونسي، قال القهواجي الذي يستعد لنشر رواية جديدة له، ان الكاتب التونسي حاضر لكن لا يلتفت اليه الا القليل. وأشار الى كتاب لحسونة المصباحي بعنوان متاهات. ويرى القهواجي ان القارئ التونسي يريد اكتشاف أسماء عربية. كما أشار الى ان الكتاب في تونس ولكي يقرا فانه يجب ان يهدى مشيرا الى ظاهرة التقاعس عن شراء الكتب. كما أشار الى حضور النثر وتطوره وتقدمه على الشعر. ومن نادرات المعرض وجود كتب علمية تعود الى علماء المسلمين. حيث عثرنا على كتاب علمي نفيس بعنوان «مساهمة ابن الهيثم في بناء علم البصريات» من منظور ابستيمولوجي للباحث التونسي رضا عزوز. ويذكر ان ابن الهيثم هو الذي نظر لآلة التصوير «الكاميرا» في بدايتها. والعبارة نقل حرفي للفظ «قمرة» او الغرفة السوداء.