لم يكن يوم أمس يوما عاديا بمستشفى البشير حمزة للأطفال بباب سعدون حيث عمدت امرأة متحجبة في مقتبل العمر إلى اختطاف رضيعة لا يتجاوز عمرها الأربعين يوما في ظل غياب الحراسة اللازمة وأمام اهمال في قسم طب الأطفال. مشهد مثير للريبة هنا في الطابق الثالث من المستشفى وبالتحديد في الغرفة رقم 322 وجدنا الأم روضة كرير في حالة يرثى لها وقد التف حولها كل من كان بالمستشفى وسمع الخبر. خطفت لينا أين ابنتي؟ أريد فلذة كبدي هكذا كانت الأم الملتاعة تردد وهي تذرف دموعها متحسرة عن هول الواقعة اقتربنا منها وحاولنا التهدئة من روعها حتى يتسنى لنا معرفة ملابسات الواقعة فتمالكت نفسها ولم تمتنع عن الحديث معنا . كان من المفروض أن تغادر المستشفى أمس ولكن ... نعم كانت الأم روضة تستعد بأن تغادر ابنتها أمس المستشفى لكن الأيادي السوداء كانت أسرع منها وخطفتها في غفلة من الجميع تقول الأم الملتاعة «تبلغ ابنتي من العمر 40 يوما جئت بها إلى المستشفى يوم الأحد الفارط ولم يسمح لي بالاقامة معها، ويم أمس كان من المفروض ان أعود بها إلى المنزل وصلت إلى المستشفى في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال اتجهت إلى الغرفة التي بها ابنتي وهناك صدمت لم أجدها » تصمت وتنهار بالبكاء من جديد. تركنا الأم روضة للتخفيف عنها قليلا وواصلنا الحديث مع السيدة زهرة كرير جدة الرضعية المختطفة فتقول «لم نصدق الخبر الذي نزل علينا نزول الصاعقة فكيف تتم عملية السرقة في وضح النهار؟» وأضافت الجدة أنه تم اشعار ادارة المستشفى التي تولت بدورها اعلام السلطات المعنية للتحقيق في الموضوع. الخاطفة متحجبة وادعت انها قريبة الأم أفادتنا السيدة زهرة انه وحسب ما أدلت به الشاهدة في قضية الحال ان الخاطفة كانت متحجبة وترتدي حجابا بني اللون ومعطف طويل وبدخولها إلى الغرفة ادعت انها ابنة خالة الأم روضة وجاءت لزيارتها ولم تبدو عليها علامات الارتباك بل بالعكس كانت مرتاحة وتتصرف بشكل عادي مما يبعد عنها الشكوك ونزعت معطفها بني اللون أيضا وحملت الرضعية «لينا» بين يديها حتى تستأنس لها وفي غفلة من الجميع تمكنت من مغادرة الغرفة وبرفقتها الرضيعة لكن تلك الشاهدة غادرت المستشفى بدورها ورفضت الادلاء بأقوالها أمام أعوان الأمن. غضب...واستياء... ومناشدة لم تكن الأم روضة وحدها الملتاعة بل كل الامهات اللاتي وجدناهم في نفس الطابق بدت عليهن علامات الاستياء والحسرة فما حصل للرضعية «لينا» كان يمكن أن يحصل لأحد أبنائهن وقد عبرت الجدة زهرة عن غضبها تجاه سوء المعاملة من قبل الاطار الشبه طبي ومن بعض الأعوان العاملين هناك واتهمت ادارة المستشفى بالاهمال وعدم الاكتراث ولولا غياب الحراسة الكاملة لما أمكن للخاطفة أن تمر وتنجح في تنفيذ مخططها وتتدخل الأم روضة بعد ان كفكفت دموعها وبصوت مرتجف تقول «تركت ابنتي أمانة بين أديهم. ولم يكونوا في مستوى تلك الأمانة، وتساءلت «هل هذه مستشفى أطفال أم سوق خضار؟» وحمّلت بدورها المسؤولية على عاتق ادارة المستشفى وأعوان الحراسة. وقالت ان الخاطفة استغلت ذلك الاهمال وخطفت بانتها. وناشدت السلطات المعنية بضرورة الاسراع والتحرّي في الموضوع خاصة وان الحارس تمكن من تحديد ملامح الخاطفة ونشير الى انه تعرض بدوره الى الانهيار العصبي من هول الواقعة. اهمال وفوضى أجمع كل من التقيناه في الرواق الذي جدت فيه عملية الاختطاف وقد تعالت أصواتهم وتداخلت مطالبهم حول الاوضاع المتردية التي يتسم بها قسم طب الاطفال فوضى عارمة اهمال لامبالاة من الاطار الطبي 4 أطفال في سرير واحد رغم اختلاف المرض وتفاوت الاعمار اكتظاظ داخل غرف الاقامة مما يقلل من راحة الاطفال بل ويساهم في تعكير صحتهم وينشر العدوى بينهم. وطالبوا بالتدخل العاجل لايجاد حل لهذا المشكل الذي يتفاقم يوما بعد يوم. وهذا ما عاينته «الشروق» بدورها في زيارة خاطفة لبعض الغرف المجاورة للغرفة التي كانت فيها الرضيعة «لينا»، وفعلا كانت تستقطب اكثر من اللازم، وتثير الاشمئزار.وندعو بدورها السلطات المعنية لايلاء الموضوع الاهمية اللازمة وبإلزام أعوان الحراسة بتشديد المراقبة حتى لا يضيع منا طفل آخر ولا تتكرر مثل هذه الممارسات. ولمزيد الالمام بالموضوع التقت «الشروق» بالسيد شهاب الصالحي مدير مستشفى الاطفال فكانت اجابته جد مقتضبة وقال انه وقت الزيارة تكتظ الاقسام بالزوار ويستقطب ما لا يقل عن 160 زائرا يوميا. وقال انهم في اتصال مع أعوان الامن لكشف الحقيقة.