قرر صباح يوم أمس الرئيس المدير العام «لحلويات التريكي الناعورة» غلق مصنعه ليحيل أكثر من 450 عاملا وعاملة على البطالة.. قرار الغلق جاء على خلفية احتجاجات العملة و مطالبتهم بحقوقهم في الأجور و منحة «الشهر 13» و غيرها من المطالب المهنية التي من أجلها نفذ العمال إضرابا سلميا كامل يوم الثلاثاء بالشارات الحمراء دون توقف عن الإنتاج . ولئن لم نتمكن من الاتصال بالسيد نبيل التريكي للحصول على الأسباب التي جعلته يتخذ قرار غلق المصنع، فإن بعض المصادر رجحت ل «الشروق» أن السبب الرئيسي هو عدم قدرته على الإيفاء بتعهداته لبعض الأسواق الخارجية نتيجة الإضرابات . وقد تحولت «الشروق» زوال يوم أمس الخميس إلى مصنع «حلويات التريكي الناعورة» بطريق قابس، وقد وجدنا عددا كبيرا من العمال والعاملات خارج المصنع الذي كانت أبوابه مغلقة، وقد حمّل العمال مسؤولية الغلق للمؤسسة وإدارتها مؤكدين حرصهم على العمل. مصدر نقابي من داخل المؤسسة قال ل«الشروق» ان العمال الذين حموا مؤسستهم أيام الثورة من كل أشكال السرقة و النهب و الحرق، طالبوا الإدارة بشكل سلمي بتسوية بعض الوضعيات العالقة مع تحسين منحة الإنتاج و إقرار منحة «الشهر 13»، وللغرض رفع العمال الشارات الحمراء دون التوقف عن العمل، إلا أن الإدارة ممثلة في الرئيس المدير العام تجاهلت هذه المطالب التي تؤكدها محاضر جلسات سابقة، كما استفز بعض العملة ثم قرر غلق المصنع. ويضيف مصدرنا ان إدارة المصنع دخلت في مفاوضات تقوم على التخلي عن خدمات بعض العمال المحسوبين على النقابة وهو ما رفضه كل العمال الذين التقتهم «الشروق» مؤكدين تمسكهم بحقوقهم المهنية المشروعة مع تمسكهم بالعمل . عدد كبير من العمال عبروا ل«الشروق» عن استيائهم الشديد من بعض وسائل الإعلام التي فتحت الميكروفون للرئيس المدير العام ليكشف عن وجهة نظره مقابل غلقها في وجه العمال الذين ناشدونا تبليغ صوتهم للرأي العام و للجهات الرسمية . هذا ونشير إلى أننا حاولنا الاتصال في أكثر من مناسبة بالسيد نبيل التريكي الرئيس المدير العام لحلويات التريكي الناعورة إلا انه لم يتسن لنا ذلك، وتبعا لهذا فإننا نورد الرواية من وجهة نظر العمال تاركين المجال مفتوحا لإدارة الشركة لنشر كل توضيحاتها حول قرار الغلق . «حلويات التريكي الناعورة» هو واحد من أكبر مصانع الحلويات والشامية والعلكة بتونس، تأسس سنة 1948، ويشغل حاليا ما يقارب ال450 بين تقني وعامل و موظف، وأغلب منتوجه معد للسوق الداخلية و التصدير .