صرّح ولي العهد السعودي الامير نايف بن عبد العزيز ان بلاده «لن تحيد و لن تتنازل» عن المنهج الوهابي الذي قامت عليه منذ تأسيسها على يد محمد بن سعود و تعاهده مع الامام محمد بن عبد الوهاب . وتأتي تصريحات الأمير نايف بعد أقل من أسبوعين على إطلاق قطر اسم إمام الدعوة النجدية الشيخ محمد بن عبدالوهاب على أكبر مساجدها في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة قطرية لمزاحمة السعودية كمركز للوهابية. ودافع عن الوهابية مؤكداً أنها « المنهج الذي يستمد أحكامه من كتاب الله وسنة رسوله، وهي بذلك تخرج عن كل ما ألصق بها من تهم ..أو تبناه بعض أدعياء اتّباع المنهج السلفي» مشددا على أن السعودية تعتز بسلفيتها الوهابية «وتدرك أن من يقدح في نهجها أو يثير الشبهات والتهم حوله فهو جاهل يستوجب بيان الحقيقة له». تصريحات الامير نايف اعتبرها المراقبون رسائل الى قطر مفادها انها لن تستطيع مزاحمتها على مكانتها الدينية في العالمين العربي والإسلامي، خصوصاً بعد تصاعد الأصوات الليبرالية الداعية إلى الانفتاح في البلاد. واعتبر بعض الملاحظين افتتاح مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب في الدوحة إعلاناً من قطر باعتناقها «السلفية الوهابية» والتزامها باتباع الدعوة الوهابية التي بقيت لسنوات على هامش الاهتمام في بلد فضل احتضان تيارات أخرى كالإخوان المسلمين وجماعة الدعوة والتبليغ وغيرهما. وفي الوقت نفسه رأى السعوديون ان الخطوة القطرية محاولة لخوض سباق شرس مع بلدهم لاستقطاب الوهابيين ، وان واشنطن تستخدم قطر للتأثير على الوهابيين بعد أن نجحت في احتواء الإخوان تحت مظلتها. وقال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر في افتتاح المسجد «جدنا المؤسس الشيخ جاسم وهو العالم بالدين والحاكم في الوقت نفسه كان ممن تلقفوا دعوة الشيخ ابن عبدالوهاب وتبنوها ونشروها في بلادنا وخارجها في أنحاء العالم الإسلامي، وحمل على عاتقه مسؤولية نشر كتب الدعوة الوهابية وغيرها من الكتب وطباعتها في الهند من أجل التفقيه بدين الله». و يرى بعض الملاحظين القطريين انه من الاجدر بحمل اسم الجامع الذي يتزامن افتتاحه مع احتفالاتهم بيومهم الوطني هو مؤسس دولة قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني بدلاً من الشيخ ابن عبدالوهاب الذي يرون في دعوته تزمتاً يتعارض مع تطلعاتهم نحو الإصلاح.