افتتح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس أكبر مسجد في الدوحة سمي على اسم إمام الدعوة السلفية النجدية الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهي خطوة قال عنها مراقبون امس انها تثير عاصفة من التكهنات حول الدور القطري المقبل في رسم الخريطة السياسية الخليجية. اعتناق السلفية وقال الشيخ حمد لدى افتتاحه الجامع الذي تبلغ مساحته 175 ألف متر مربع «جدّنا المؤسس الشيخ جاسم رحمه ا& وهو العالم بالدين والحكم في الوقت نفسه ممن تلقوا دعوة الشيخ بن عبد الوهاب وتنبّوها ونشروها في بلادنا وخارجها في أنحاء العالم الاسلامي. ورأى المراقبون في افتتاح المسجد اعلانا من قطر باعتناقها «السلفية» والتزامها باتباع الدعوة الوهابية التي بقيت لسنوات على هامش الاهتمام في بلد فضّل احتضان تيارات أخرى كالاخوان المسلمين (الذين يمثلهم الشيخ القرضاوي) وجماعة الدعوة والتبليغ وغيرهما. وجادل قطريون بأنه كان من الاجدر ان يحمل الجامعة اسم مؤسس دولة قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني بدلا من الشيخ عبد الوهاب الذي يرون في دعوته تزمتا يتعارض مع تطلعاتهم نحو الاصلاح. ورأى متدخلون على موقع «تويتر» ان سلطات قطر قررت بهذا الشكل التودد للسلفيين الذين أثبتوا ثقلهم السياسي في المنطقة (بعد نجاحهم في انتخابات مصر) كما أنها رسالة واضحة الى الاخوان المسلمين بأن بدائلهم متوفرة. وجاء الاعتناق القطري للسلفية بعد ان فشلت الدوحة في اقناع الاخوان المسلمين بتوحيد صفوفهم مع السلفيين نظرا لحدة الاستقطاب السياسي في دول الربيع العربي. وتواجه الديبلوماسية القطرية مصاعب عديدة في ليبيا التي يدور فيها صراع قاس ومسلّح بين جماعات اسلامية محسوبة على السلفية وأخرى محسوبة على الاخوان مما يدفع الدوحة الى التقارب مع السلفيين لتنفي عن نفسها تهمة الانحياز الى الاخوان. عصفور قبلي وكانت وكالة الانباء القطرية تعرضت لنسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مشيرة الى انتمائه الى قبيلة «بني تميم» (قبيلة لها فروع في العديد من البلدان العربية) التي تنتمي اليها الأسرة الحاكمة في قطر وهو أمر يعتقد بأنه محاولة لإضفاء المزيد من الشرعية على تسمية الجامع باسم الشيخ الذي تعرض لانتقاد شرس من قبل شخصيات اخوانية مقيمة في الدوحة في وسائل اعلام محلية وعالمية. ويرى قطريون أن آل ثاني يحاولون استثمار الزخم العشائري لبني تميم في الجزيرة العربية والترويج لقطر على أنها حاضنة القبيلة و«عزوتها». ويتوقع ان يخصص في الجامع قريبا كرسي علمي لدعم الدعوة السلفية ومنافسة مركز السلفية التاريخي في السعودية. ويرى سعوديون في الخطوة القطرية رغبة في خوض سباق شرس مع بلدهم لاستقطاب السلفيين وأن واشنطن تستخدم قطر للتأثير على السلفيين بعد ان نجحت في احتواء الاخوان تحت مظلتها. لكن آخرين يرون انها تأتي تأكيدا لانسجام موقفها السياسي مع الموقف السعودي الذي يقضي باستخدام التيارات السلفية في مواجهة ايران.