تشهد المصحات الخاصة اكتظاظا لم تعهده من قبل خاصة منها تلك التي تعوّد ارتيادها الأشقاء من ليبيا. بعض هذه المصحات لم تفوّت فترة «الميسرة» فقبلت مرضى أعلى من طاقة استيعابها مما دفع عددا من المقيمين بها الى التذمّر. «الشروق» تحدثت الى عدد من هؤلاء المرضى والى مدير إدارة التراتيب والمهن الصحية هشام تريمش والى رئيس غرفة المصحات الخاصة الدكتور خالد النابلي عن التجاوزات التي تقوم بها عدد من المصحات بسبب الاكتظاظ... ضغط في الغرف في احدى المصحات القريبة من العاصمة اشتكى زوج من اكتظاظ الغرفة التي وضعت فيها زوجته والتي كانت تأوي فراش امرأتين الى جانب فراشها.. هذه السيدة وضعت مولودتها حديثا لكن زيارة بعض الأزواج في الغرفة جعل زوجها ينفعل بشدة اذ كانت ترضع ابنتها عند دخولهم عليها مما استفزّ الزوج وجعله يطالب بإخراج زوجته من المصحة باعتبار تقاليدنا المحافظة... بلا غرفة حادثة أخرى كنا شهودا عليها بنفس المصحة تتمثل في اجراء عملية اجهاض لسيدة لكن نظرا لعدم توفر غرفة تم وضعها في ممر يربط قاعة العملية بغرفة مخصصة للمواليد الذين لم يكتمل نموّهم وفي هذا الممر لبست ثيابها وتناولت فطورها بعد أن أفاقت من العملية. لم تكن الوحيدة لأننا شاهدنا امرأة أخرى في نفس المكان اثر خضوعها لعملية... كما شاهدنا داخل احدى الغرف أكثر من امرأة لا يفصلهما سوى «ستار» صغير رغم ان هذه الغرف مخصصة عادة لشخص واحد... شكوى احدى السيدات في المصحة ذكرت ان وضع المصحات أصبج أشبه بوضع المستشفيات بسبب الاكتظاظ الذي اعتبرته غير مبرر بسبب كثرة المرضى الوافدين من ليبيا وتساءلت أين يمكننا ان نتداوى عندما لا نجد مكانا لنا في بلدنا؟.. وأضافت ان الوضع أصبح لا يطاق في المصحات خاصة بالنسبة الى النساء اللاتي أنجبن حديثا واللاتي يتطلب وضعهن ضمان خصوصية أكبر. أين المراقبة سألنا مدير إدارة التراتيب والمهن الصحية هشام تريمش أين مراقبة وزارة الصحة للمصحات الخاصة ولماذا لا يتم وضع حد لهذا الاكتظاظ الذي أصبح يقلق التونسي... عن هذه المسألة أجاب المدير بأنه يمكن أن يتم وضع مريضين في غرفة واحدة شرط احترام كراس الشروط وما نص عليه من مساحة لابد من احترامها. وفي خصوص الوضع في المصحات ذكر مصدرنا انه لم ترد شكايات من المواطنين موجهة لوزارة الصحة لذلك لم تتخذ الوزارة حاليا اجراءات خاصة بهذا الشأن. سألنا مصدرنا عن وجود فرق مراقبة المصحات من قبل وزارة الصحة فأجاب بأن هناك فرقا مشتركة مع مصالح وزارة التجارة. لكن في الفترة الأخيرة لم تقم هذه الفرق بزيارات ميدانية. لكن في حال تم رصد مخالفات او وصلت شكايات ملتوية للوزارة بخصوص وجود تجاوزات في المستشفى يمكن توجيه عقوبات للمصحات التي قامت بهذه المخالفات تتراوح بين الانذار والتوبيخ وقد تصل الى غلق جزء من المصحة الذي ثبت ان به اخلالات. عمل إنساني من جهة أخرى، اتصلت «الشروق» برئيس غرفة المصحات الخاصة الدكتور خالد النابلي الذي ذكر انه لم يسمع بوجود اكتظاظ في المصحات ولاحظ ان بعض هذه المصحات قد تكون مكتظة بسبب وجود المرضى من ليبيا لكن هذه الظاهرة لا تشمل كل المصحات حسب رأيه . وأضاف حدث اكتظاظ غير مسبوق خلال فترة الصيف ونحن فخورون بكل ذلك العطاء والعمل الذي قدمته المصحات والغاية منها إنسانية وطلب من التونسيين الصبر قليلا حتى تمرّ ازمة الاخوة في ليبيا ذلك ان المصحات لا يمكنها ان ترفض علاج المرضى... وأضاف «أتصوّر ان الحالات استعجالية لذلك لم ترفضها المصحات وقبلتها رغم اكتظاظها وهي حالات استثنائية لا تتكرر دائما وحدثت بسبب ما تعرضت له ليبيا من أحداث عنف..». هكذا يعتبر أصحاب المصحات مسألة الاكتظاظ مسألة إنسانية لعدم رفضهم لمرضى يعانون من حالات استعجالية ويرى فيها مرتادو المصحات من مرضى رغبة هذه المصحات في الحصول على أعلى نسبة ربح ممكنة وعدم رغبتها في التفريط في هذه الارباح على حساب راحة المرضى.