احتفالا بالذكرى الأولى للثورة، نظمت ولاية صفاقس العديد من الفقرات الثقافية ساهمت في إعدادها الهياكل والإدارات الجهوية والأحزاب والمنظمات والجمعيات وفعاليات المجتمع المدني. المندوبية الجهوية للثقافة انطلقت في احتفالاتها بالثورة منذ بداية شهر جانفي تحت عنوان «سنة أولى ثورة» وتضمّنت خصوصا لقاءات فكرية مع الأستاذ عبد المجيد الشرفي حول كتابه «الثورة.. الاسلام والحداثة» في تقديم للدكتور محمد علي الحلواني والدكتور حافظ قوبعة، يتلوها لقاء مع الدكتور عياض بن عاشور (20 جانفي) حول كتابه «الفتح الثاني، الاسلام وفكر حقوق الانسان». كما نظمت المندوبية عرضا لمسرحية «الخلوة» للفنان توفيق الجبالي ومجموعة من الأفلام للمخرج الراحل مصطفى الحسناوي في الذكرى الأولى لوفاته وغيرها من الفقرات الموسيقية والفنية والفكرية التي تتواصل الى غاية نهاية الشهر. ونظمت قوي الحرية والتقدم التي تضم عددا من الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات تظاهرة احتفالية انطلقت يوم 12 بقلب المدينة التي أضيئت أرجاؤها في مساء نفس اليوم بشموع في إطار مسيرة حاشدة انطلقت من أمام اتحاد الشغل بصفاقس وبلغت ساحة القصبة بمشاركة العديد من الأحزاب الوطنية وممثلي المجتمع المدني ووجوه حقوقية ومستقلة. منادية باستكمال مهام الثورة واستحقاقاتها. حركة «النهضة» ممثلة في مكاتبها الفرعية بصفاقس نظمت هي الأخرى العديد من الأنشطة المتنوعة جمعت بين الفقرات الفكرية والثقافية من أبرزها إقامة معرض للكتاب وعدد من المسابقات والورشات إضافة الى تنظيم لقاء حول «الثورة وبعد». شهداؤنا في الصدارة دار الشباب بصفاقس برمجت بالتعاون مع الجمعية التونسية لدعم فلسطين مشروعا تنشيطيا من 13 إلى 15 جانفي تضمن محاضرة بعنوان «الحوض المنجمي من الانتفاضة إلى الثورة» قدمها النقابي عدنان الحاجي مع عرض موسيقي لفرقة الكرامة ومداخلات شعرية تخللها تكريم لمجموعة «تماس» من غزة. منظمة العفو الدولية فريق صفاقس2 بالاشتراك مع جمعية انعتاق: صوت الشباب للثقافة والحريات وجمعية أجيال ومواطنة عرضت يوم أمس في إطار احتفالاتها بذكرى الثورة تقريرا حول واقع الثورة مع توجيه عريضة «من أجل دستور جديد يضمن احترام الحقوق الإنسانية» للمجلس الوطني التأسيسي، وتنظم الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة تقدم يوم 17 جانفي عرضا موسيقيا للفنان «بندرمان» بفضاء المسرح البلدي بصفاقس. جزيرة قرقنة التي تشرفت بشهيد في ثورة تونس نظمت العديد من اللقاءات الفكرية والشعرية ونصبت خيمة كبيرة بساحة الشهيد سليم الحضري عرضت فيها صور الشهيد وأحداث الثورة بالجزيرة كما نظمت دار الثقافة بالمكان ندوة فكرية حول الاستحقاقات الدستورية في مجال الحقوق الثقافية والحريات للأستاذ فتحي الحضري. الشعر كان حاضرا في قرقنة من خلال «شعر بلا حدود» وأمسية فنية كبرى تحمل عنوان محفل الشباب مع مساهمة لنادي الرقص والراب وزيارة ميدانية لمنزل الشهيد سليم الحضري كما برمجت جمعية أحياء الذاكرة الشعبية بجزر قرقنة يوما للعمل التطوعي. وأحيت بلدية ساقية الزيت ذكرى الثورة بإقامة تظاهرة «يوم الشهيد» ونظمت دار الشباب بالشيحية بالتعاون مع الوشاح الثقافي وبالتنسيق مع بلدية المكان مائدة مستديرة حول «سنة من الثورة.. الرهانات والتحديات» كما نظمت الجمعية التونسية للشباب تظاهرة ثقافية بدار الشباب طريق العين تضمنت فضاء مفتوحا للرسم ومسابقة اختيار أحسن صورة تجسم الثورة. أما دار الثقافة بعقارب فقد برمجت عرضا موسيقيا أحيته «مجموعة الحرية» للموسيقى الملتزمة تخللته قراءات شعرية للزميل رابح المجبري والشاعر بلقاسم الجدي، في حين نظمت دار الثقافة بمنزل شاكر عرضا فنيا لمجموعة «أجراس» مع عرض مسرحي من إنتاج دار الثقافة بالمكان يحمل عنوان «الصندوق الأسود». أطفال الثورة وإلى جانب الفقرات الفكرية والثقافية التي انتظمت بكل من جبنيانة والمحرس والغريبة والعامرة والصخيرة إحياء للذكرى الأولى للثورة نظمت جامعات وكليات صفاقس العديد من التظاهرات الطلابية. ففي المدرسة الوطنية للمهندسين نظم نادي الفكر والهوية أسبوع إحياء الذكرى الأولى لثورة 14 جانفي انطلقت بتظاهرة حائطية علقت فيها مجموعة من الصور تسرد أحداث الثورة ومظاهرة 12 جانفي في صفاقس مشاركة الطلبة فيها فيما نظم نادي الفكر والهوية بكلية الاداب والعلوم الإنسانية أمسية بعنوان «القدس موعدنا» بالتنسيق مع مجموعة تماس الفلسطينية تتخللها مداخلات شعرية وعرض مسرحي ومعرض للكتاب. وتقدم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس بالتعاون مع جمعية الدراسات الأدبية والمندوبية للثقافة أمسية شعرية يوم 20 جانفي الجاري بمشاركة الشعراء آدم فتحي عبد العزيز الحاجي والهادي القمري وأمين دمق وشاهين السافي والحبيب دربال، تنشيط الأستاذ نور الدين بوجلبان. العروض الدولية سجلت حضورها بقوة في احتفالات ولاية صفاقس بالثورة من خلال عروض مسرحية من مصر وإيران وبلجيكا وفرنسا وموسيقية لفرقة «مسار إجباري» المصرية كما برمجت فضائية «عصافير الجنة» عروضا موسيقية لفائدة الأطفال بقاعة الرائد البجاوي اختتمت بتكريم شهداء الثورة. صفاقس بكل معتمدياتها أحيت بامتياز الذكرى الأولى للثورة لكن الملاحظ هو تشتت المتلقى بين هذا الزخم الاحتفالي الضخم والمطلوب لاحقا التنسيق بين كل الهياكل والجهات المنظمة لضمان أكبر عدد من الجمهور في مثل هذه الأحداث الوطنية الكبرى.