حذّر الأمير السعودي البارز والقائد السابق للمخابرات السعودية تركي الفيصل من أن يؤدي التصعيد الإيراني الى مغامرة غير محسوبة مؤكدا استعداد دول الخليج العربية لاستخدام كل الخيارات المتاحة للدفاع عن مصالحها. وقال الأمير تركي الفيصل في كلمة له خلال مؤتمر حول أمن دول الخليج في المنامة إن الجميع سمع عن المناورات المستفزة التي نفّذت في الخليج ومضيق هرمز وبحر العرب والتصريحات العنترية من أفواه قادة إيران حول إغلاق مضيق هرمز واستهداف الجوار. مغامرة غير محسوبة وغير مرغوبة وأكد الفيصل الذي نقلت تصريحاته وسائل الاعلام الخليجية أمس «أن زيادة التصعيد والتوتر الدائم قد ينتهي بمغامرة غير محسوبة أو بمواجهة عسكرية غير مرغوبة». وشدّد الأمير السعودي الذي شغل في السابق أيضا منصب سفير المملكة في لندن وواشنطن على أن دول الخليج ليست طرفا في النزاع الايراني الغربي حول برنامج طهران النووي الا انه أكد أن دول مجلس التعاون ملتزمة «بشكل كامل بالشرعية والقوانين الدولية». واعتبر انه على ايران «ألا تؤجج هذا النزاع وعليها ألا تهددنا عندما نلتزم بالقرارات الدولية وعليها تحييد مسألة أمن مضيق هرمز وأمن الطاقة الدولية عن هذا النزاع» في إشارة الى تهديد ايران المتكرر بإغلاق مضيق هرمز بسبب العقوبات على قطاعها النفطي. وتقول وزارة الطاقة الأمريكية إن 20٪ من اجمالي النفط العالمي يمر من مضيق هرمز العالمي. وشدد الأمير تركي الفيصل على أن أي مساس بمصالحنا وأمننا سوف يجبرنا على اللجوء الى كل الخيارات المتاحة لنا دفاعا عن مصالحنا وأمننا الوطني والاقليمي. وتابع : «على القيادة الايرانية الكف عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المجلس ومحاولة بث الفرقة وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها والالتزام التام بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية». كما دعا إيران الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر وعدم استخدام القوة او التهديد بها بما يكفل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. أخطر العواقب في هذه الأثناء حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس من ان شنّ أي هجوم عسكري على ايران سيشكل كارثة تؤدي الى أخطر العواقب «يمكنها أن تؤجج التوتر الحالي بين المسلمين السنّة والشيعة وتصب الزيت على النار في النزاع الذي لا يزال قائما بينهما». وقال لافروف في ردّه على سؤال حول احتمالات شن أي عمل عسكري ضد ايران «بالنسبة الى فرص حدوث مثل هذا السيناريو يجب طرح سؤال على الذين يتحدّثون باستمرار عن أن هذا الخيار يبقى مطروحا على الطاولة»، لكنه حذر من أخطر العواقب لهذا الهجوم. من جانبه قال وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك إن قرار شن عمل عسكري ضد ايران «لا يزال بعيدا جدا».