اقترب المنتخب الوطني لكرة اليد أكثر ما يمكن من تحقيق الهدف الذي جاء من أجله الى الرباط اذ لم تعد تفصله سوى 120 دقيقة عن التتويج والمحافظة على تاجه الافريقي ومن ثمة اقتطاع بطاقة المونديال والالعاب الأولمبية لندن2012. اليوم ستكون المحطة قبل النهائية في قاعة ابن ياسين عبر مواجهة متكررة مع منتخب البلد المنظم المغرب. والمؤكد ان هذه المواجهة ستكون مختلفة عن سابقتها في الدور الأول نظرا لأهميتها والرهانات المرتبطة بها وبالتالي هي معركة ذهنية بالأساس ستطغى عليها الحسابات وسيؤثر فيها بشكل كبير مخزون الخبرة والصنعة الكروية لدى المنتخبين. على الورق منتخب تونس يبقى المرشح الأبرز للعبور...موازين القوى تميل لصالحه بشدة وهذا المعطى تثبته الأرقام قبل أي شيء آخر فالدفاع التونسي هو الأكثر صلابة في الدورة الحالية والهجوم رغم نقص الانسجام أحيانا يظل هجوما ناريا استفاد من القوة الصاعدة المتمثلة في الجناحين البوغانمي والتومي والظهير الخطير أمين بنور والمقاتل مصباح الصانعي اضافة الى الهادئ والذكي كمال العلويني وبالتالي كل الطرق تؤدي الى انتصار تونسي ومقعد في الموقعة الختامية التي سنواجه فيها الفراعنة أوالخضر الجزائريين. تونس تقترب اذن من الحلم القاري وفي أذهان كل اللاعبين بلا استثناء بطاقة أولمبية قبل اللقب القاري... كلهم أكدوا لنا أنهم جاؤوا الى المغرب من أجل هذا الهدف ولا نظن الكبار منهم يفرطون في هذا الحلم الذي يمكنهم من مغادرة المنتخب بمشاركة في أمجد التظاهرات الرياضية. مباراة ثأرية قبل الدربي المغاربي بين المغرب وتونس والذي ينطلق على الساعة التاسعة ليلا بتوقيت تونس ستتجه الأنظار الى نصف النهائي الأول بين الجزائر ومصر. المباراة ستكتسي طابعا ثأريا للجزائريين الذين فرطوا في بطاقة النهائي خلال الدورة الماضية أمام نفس المنافس و على هذا الأساس سيضعون ثقلهم في الميزان هذه المرة للعبور واعادة الاعتبار لليد الجزائرية التي نخرتها المشاكل والخلافات خلال السنوات الأخيرة. المدرب صالح بوشكريو الذي قاد الخضر في دورة 2010 أيضا أخفى أوراقه الى حد الان لكن الملاحظ الفطن يدرك أن السلاح الجزائري هو الدفاع المتقدم والهجمة الخاطفة. جماعيا يبقى منتخب مصر أفضل بفيلق النجوم والخبرة الذي يضمه بدءا بيسري وحسين زكي وصولا الى الأحمر القادم في أخر أيام الدورة لكن التجربة علمتنا أن التكهن في لقاءات مصر والجزائر عملية صعبة جدا وبالتالي كل الاحتمالات بما فيها عبور الجزائريين وهي فرضية تطرق اليها مدرب منتخبنا الان بورت تظل قائمة في هذه المواجهة الكروية الساخنة والمشوقة حتما. ظهر اليوم ايضا سيكون الموعد مع نصف نهائي الكبريات وبالطبع نأمل ان يكون منتخبنا طرفا في هذه المرحلة قبل الختامية الى جانب المنتخب الأنغولي علما بأن مباراة زميلات منى شباح كانت انطلقت أمس في حدود التاسعة ليلا بتوقيت تونس.