أنهت اللجنة الاستشارية للتنمية بولاية بن عروس مؤخرا ببيت المؤسسة ابن رامي برادس أعمالها المتمثلة في مناقشة محتوى الوثيقة الأولية التي أعدتها الإدارة الجهوية للتنمية حول قائمة المشاريع ذات الأولوية لدعم التنمية بالجهة. كان ذلك بالتنسيق مع كافة الإدارات الجهوية وتحت إشراف مكتب دراسات خاص مكلف من قبل وزارة التنمية الجهوية. وشملت النقاشات سلسلة المشاريع التي هي بصدد الانجاز والمشاريع المقترح إدراجها ضمن الميزانية التكميلية لسنة 2012 والتي تم تبويبها حسب القطاعات. وقد حضر هذا اللقاء مسؤولون عن الإدارات الجهوية وعدد من مكونات المجتمع المدني من جمعيات خيرية وتنموية وبالمناسبة تم تقديم جملة من المقترحات في عدة مجالات منها الفلاحة ،البنية الأساسية، التجهيز، الاستثمار، النقل، التطهير، التربية، الصحة، الشباب والرياضة والطفولة. عمل داخل الورشات يساهم والي بن عروس في تأثيثها توخى المشرفون على التكوين طريقة علمية للوصول إلى تحديد أهم حاجيات الجهة وكيفية رسم الأهداف لضبط المشاريع التنموية بجهة بن عروس حسب الأولوية فتم توزيع الحاضرين إلى مجموعات حسب المجالات للعمل داخل ورشات حيث اهتمت كل مجموعة بإبراز كافة النقاط الايجابية المميزة للجهة وفي الوقت نفسه تحديد السلبيات والصعوبات التي من شأنها أن تساهم في عرقلة دفع التنمية بالجهة والتفكير في ايجاد حلول جذرية لتذليلها والتغلب عليها فكان العمل ضمن الورشات فرصة طيبة لتلاقح الأفكار بين رجل الإدارة وابن المجتمع المدني وقد أضفيت على هذه العملية روح من الثقة والشفافية رغم التصادم بينهم في بعض الحالات. تحليل واقع وآفاق جهة بن عروس تم التعرض لأهم مميزات جهة بن عروس باعتبارها تحتل موقعا استراتيجيا هاما لتموقعها بين الجبل والبحر وقربها من العاصمة كما تزخر بالثروات الطبيعية والبيئية الهامة لوجودها على سفح جبل بوقرنين وجبل الرصاص وامتلاكها لمخزون مائي معدني بمنطقة حمام الأنف يمكن استغلاله في المحطات الاستشفائية أما من الجانب الثقافي والسياحي فهي تشتمل على العديد من المواقع الأثرية مثل أوذنة والقصر العثماني بالمحمدية كما يوجد بجهة بن عروس أكبر قطب اقتصادي وصناعي في كل من منطقة المغيرة بفوشانة ، مقرين برج السدرية ومدينة بن عروس دون السهو عن ذكر الميناء التجاري بمدينة رادس وسوق الجملة ببئر القصعة وبعد نقاش دام لساعات اتفق المشاركون على أهمية هذه الثروات و العمل على حسن استغلالها وتوظيفها لمزيد دفع التنمية بالجهة كما تطرق الحاضرون إلى عدة سلبيات في كل المجالات من أهمها الجانب القانوني الذي يكبل بعث المشاريع مثل سوء استغلال الأراضي الفلاحية الدولية وصعوبة تغيير صبغة بعض الأراضي مثل الغابية منها وعدم إتمام عملية المسح العقاري الإجباري الذي يعيق الفلاحين على استثمار أراضيهم خاصة بجهة مرناق فكافة الأراضي على الشياع وهذا مخالف للشروط البنكية عند رغبة الفلاح في الاقتراض كما تم ذكر المسالك الفلاحية غير المهيأة بمنطقة مرناق والتي تعوق الفلاح على ايصال منتوجه إلى السوق خاصة في فصل الشتاء وفي نفس المجال الفلاحي طالب أغلبهم بضرورة حفر آبار ارتوازية للرفع من نسبة الأراضي المروية.
مقترحات جديدة إضافة إلى قائمة المشاريع المقترحة من قبل المندوبية الجهوية للتنمية ارتأت اللجنة خلال هذا اللقاء إضافة بعض المشاريع التي ترى أنها باتت ضرورية لدفع مسيرة التنمية بولاية بن عروس وتتمثل أهمها في بعث بنك للأدوية بالمستشفى الجهوي ومركز لتصفية الدم ومركز لإيواء المسنين ومركز جهوي لصندوق التأمين على المرض برادس وثلاثة مراكز أمن بكل من منطقة برج الوزير الزهراء ،سيدي سعد مرناقوالمدينةالجديدة كما أكدت على مزيد العناية بالقضاء على التلوث البيئي وتطهير الشريط الساحلي الممتد بين رادس والزهراء من المياه الملوثة من جراء سيلان مياه وادي مليان حتى يحسن استغلاله مستقبلا في بعث مشاريع سياحية بالجهة إضافة إلى صيانة وتهيئة العديد من المنشآت الصحية والتعليمية في معتمدية بومهل، مرناق، المروج، المحمدية وبرج السدرية واتفق الجميع على ضرورة بعث شركة جهوية للنقل لمزيد تحسين خدمات النقل بين كافة معتمديات الجهة. إجماع على جدوى التشاركية بين الإدارة والمجتمع المدني لمعرفة انطباعات الحاضرين حول جدوى هذه الاستشارة ومدى نجاعتها التقت الشروق بعض المشاركين فالسيد محسن الصغيري جامعي وممثل عن الكفاءات بالجهة صرح بأنها بادرة طيبة ، الغاية منها تشريك الجميع في رسم وضبط الميزانية التكميلية لسنة 2012 وهذا يعتبر تغييرا جذريا في سلوكيات الإدارة التونسية التي كانت تنفرد بالرأي في غياب تام لرأي المواطن فمنوال التنمية كان عموديا يسقط القرارات والمشاريع من فوق أما الآن فالمواطن أصبح يقترح بعض المشاريع ، يقول محسن «إنها التنمية التشاركية». أما السيدة سعاد المرزوقي رئيس مصلحة بالمستشفى الجهوي ببن عروس وممثلة عن المجتمع المدني» جمعية مصباح المدينة الخيرية»تقول أن مشاركتها لأول مرة في مثل هذه البرامج الهامة لخير دليل على التغيير الحاصل على مستوى الإدارة التونسية فتشريك المجتمع المدني والإطارات وكفاءات المجتمع ينبع عن روح العطاء وتمثيل المواطن داخل مراكز صنع القرار وصياغة الأفكار والمشاريع حسب الأولوية بعيدا عن الحسابات الجهوية الضيقة والرؤى الشخصية والفكرية والايديولوجية فالغاية الوحيدة حسب رأي السيدة سعاد هي خدمة الجهة والوطن والمواطن والمهم تجسيدها على أرض الواقع بالكيفية المرجوة مع حسن متابعة المشاريع ومدى تقدم إنجازها. مولود جديد في آخر هذا اللقاء تناول الحاضرون بالدرس كافة النقاط المتفق عليها بخصوص المشاريع المزمع إنجازها خلال الميزانية التكميلية لسنة 2012 وتعهد الجميع بمتابعتها والحرص على إنجازها وفي الأثناء تولدت فكرة بعث جمعية تنموية لمتابعة المشاريع الجهوية بولاية بن عروس تتألف من مسؤول عن المندوبية الجهوية للتربية وآخر بالإدارة الجهوية للصحة وأعضاء من بعض الجمعيات والكفاءات وعزموا على تقديم طلب ترخيص في الغرض.
