قامت جمعية «أوفياء الهوية العربية الاسلامية» التونسية التي تأسست بعد ثورة «14 جانفي» وفتح المجال لتكوين الجمعيات وتفعيل دور المجتمع المدني في المسار الديمقراطي الذي تنتهجه البلاد، بزيارة الى ليبيا خلال الفترة الأخيرة. الساهرون على هذه الجمعية وبفعل تحركاتهم الأخيرة في القطر الشقيق ليبيا اكتشفوا ان الاوضاع ليست على ما يرام وان المجتمع المدني بتونس قبل ليبيا عليه التدخل لوضع حد للانتهاكات التي يتعرض لها أكثر من نصف سكان ليبيا بكل المناطق تقريبا من طرف قوات المجلس الانتقالي أو ما اصطلح على تسميتهم بثوار ليبيا، ذنبهم الوحيد انهم وقفوا الى جانب الرئيس السابق للبلاد معمر القذافي. ووجهت الجمعية رسالة عاجلة الى مصطفى عبد الجليل جاء فيها... «سيادة المستشار مصطفى عبد الجليل لقد اعلنت تحرير ليبيا وذلك بعد دخول قواتكم بني وليد وسرت فتوقعنا مشاهدة معالم التحرير والانتصار في كامل ليبيا ولكن للأسف العكس هو الذي حصل فمدينتا سرت وبني وليد واللتان كلفكم دخولهما عشرات آلاف القتلى أهاليها الى اليوم يشتكون من تعرض بيوتهم للنهب بفعل ثواركم ودمر ما دمر نتيجة قصف طائرات الناتو مما دفعهم لمغادرة منازلهم تاركين كل املاكهم ولدى عودتهم وجدوا بيوتهم خالية حتى من البطاطين المستعملة فضلا عن النقود وذهب النساء والسيارات والاجهزة الالكترونية قتل من قتل من أهلها والاحياء يواجهون التشرد والعوز لنهب أموالهم وسرقت بيوتهم المهدمة ونتابع استغاثات نسائها واطفالها وشيوخها المتكررة أما رجالها فإن الذين لم يقتلوا منهم يوجدون اليوم في معتقلات مصراتة وبنغازي يعذبون وينكل بهم والكثير منهم ماتوا من التعذيب. سيدي المستشار اظنكم تعتزمون الاحتفال في الشهر القادم بذكرى ما تسمونها ثورة فهل هي ثورة ليبيا فعلا ام انها ثورة برنار ليفي الصهيوني الذي كان دوره بارزا في احداث ليبيا والسؤال هنا... هل ان دور ثواركم في كل ذلك لم يقتصر الا على النهب والسرقة كما في بني وليد وسرت، وجرائم التصفية العرقية كما في تاورغاء وايقاظ النعرة القبلية والحرب الأهلية؟ ومن وكم سيحتفل معكم من الليبيين في غياب عشرات الآلاف من القتلى، وعشرات الآلاف من الاسرى في معتقلاتكم. وختاما سيدي المستشار ارجوكم لا تقارنوا بين هذه الثورة «ثورة الصهيوني برنار ليفي وأمثاله» وبين ثورة تونس، لأن من قام بها هو الشعب التونسي والمقارنة بينهما هو اهانة لتونس وشعبها الذي لا يقبل وصاية امريكا ولا قطر... كما أننا نحذركم من محاولات نقل فتيل الفتنة الذي اشعلتموه بين قبائل ليبيا الى الشعبين التونسي والليبي وذلك بطلبكم تسليم الدكتور البغدادي المحمودي... ونحن نتساءل أمام أية عدالة سيمثل وأي قانون سيطبق عليه، ألم يكن الاجدر بكم ان تبحثوا عن حل لآلاف الأسرى المعتقلين داخل ليبيا بدل ان تلفقوا التهم لليبيين بالخارج وتطلبوا تسليمهم...