إثر الإصلاحات التي قامت بها وزارة الداخلية لتحسين ظروف العمل لأعوان الحماية المدنية عقدت مؤخرا النقابات الأساسية للحماية المدنية اجتماعا تنسيقيا بالمركز الثقافي بسوسة تم فيه تقديم اقتراحات الخطط الوظيفية وصيغ مراجعة سلّم الترقيات. وقد حضر اللقاء العقيد محمد صالح بالعانس المدير الجهوي للحماية المدنية والكاتب العام للنقابة الوطنية عبد الحميد جراية وثلة من الضباط والكتّاب العامين للنقابات الأساسيّة وتحاوروا فيما بينهم حول مختلف مشاغلهم ومطالبهم ، وفي لقاء بالسيّد نوفل الفجّاري الكاتب العام للنقابة الأساسية للحماية المدنية بسوسة أكّد أنّ الإصلاحات شملت من رتبة عريف حتى رتبة ملازم لم تشمل سلك الضباط والضباط السامين مضيفا» أصبحت الرتب متساوية بين ضابط الصف والضابط السامي في نفس الخطة الوظيفية مما سيخلق إشكالا قد يعطّل السّير العادي للعمل بسبب محدوديّة الآفاق في السلم المهني لدى الضابط و ستتعطّل سبل التواصل بين الأعوان والضباط على مستوى التعليمات بحكم تساوي الرتب، ولنا جملة من التصوّرات منها التدرّج من رتبة ملازم أول أو نقيب بالحصول آليا على خطّة رئيس مصلحة ومن رتبة رائد أو مقدّم يتحصّل على خطة رئيس إدارة فرعية ومن رتبة مقدّم متخرّج من المدرسة العليا وعقيد وعميد يتحصل على خطة رئيس إدارة مركزية وبهذه الصورة سنجد أن جميع الضباط قد تمتعوا بحقوقهم في مجال التدرج المهني بالفصل بين الرتبة العسكرية والخطة الوظيفية فتحديد المسؤوليات سيساهم في إرساء علاقة جديدة بين الأعوان والضباط في ظل وجود ترسبات حيث كانت سلطة الإشراف تسلّط ضغوطات على الضباط و هؤلاء يمارسون ضغطا آخر على الأعوان وبعد الثورة المباركة تغيّرت العقليات وعمّ التفاؤل فتمّ تكوين نقابات من طرف الأعوان للمطالبة بحقوقهم بدون تعطيل سير العمل ، ويعتبر المكسب الكبير الذي حقّقته هذه النقابات جمعها للضباط والأعوان حيث لم يقبل الضباط على العمل النقابي ظنا منهم أن النقابة موجّهة ضدّهم ولكن الآن تلاقحت الأفكار وتمّ تقريب وجهات النظر وأصبح العون يدافع عن الضابط مثل دفاعه عن زميله العون وهذا أعتبره من أبرز مكاسب الثورة المباركة ولقد حرصنا في هذا الإجتماع على دعوة كل الضباط من مختلف ولايات الجمهورية للتحاور والإستشارة حتى لا تكون قراراتنا أحادية الجانب وسنفعل الممارسة الديمقراطية بانتخاب لجنة تحمل جملة المطالب والتصورات إلى سلطة الإشراف».