تشهد ورشات اصلاح السيارات هذه الأيام اكتظاظا لافتا بسبب تعدّد أعطاب السيارات خلال موجة البرد التي تعيشها بلادنا والثلوج التي تساقطت بعدّة مدن تونسية. وكست عدة مناطق خصوصا في الشمال الغربي. لكن الاحصائيات تفيد بأن 60٪ من أصحاب السيارات في تونس لا يعرفون تشخيص الأعطاب و28٪ فقط لديهم معرفة جزئية بهذه الأعطاب وذلك وفق استبيان قام به معهد الاستهلاك. من جهة أخرى يلتجئ 70٪ من أصحاب السيارات للميكانيكي عند إصلاح العطب مقابل 12٪ فقط ممن يلتجئون إلى كلاء البيع. وللحديث عن نوعية هذه الأعطاب التي تحدث للسيارات خلال البرد وأسباب توجه التونسي للميكانيكي بدل وكلاء البيع رغم عدم الرضا عن هذه الخدمات بنسبة 18٪ تحدثت «الشروق» الى خبير في السيارات. فكانت هذه النصائح وهذا التشخيص لأصحاب السيارات. ارتفاع التسعيرة يذكر خبير السيارات أنّ وكلاء بيع السيارات يعمدون الى فرض تعريفات متضخمة لاصلاح وصيانة السيارات لذلك ترى أصحاب السيارات يلجؤون إلى ورشات الميكانيك رغم عدم رضاهم التام عن الخدمات، ولاحظ أنه من الأفضل تقنين هذا القطاع وتحديد تعريفات مضبوطة خاصة وأن 58٪ من المستجوبين ليست لهم معرفة بمستوى الأسعار المعمول بها وذلك لغياب تعريفة معلنة أو موّحدة بين كل المهنيين أو حتى متقاربة. أعطاب الشتاء وبما أن جلّ أصحاب السيارات لا يعرفون نوعية الأعطاب التي حلت بسياراتهم فقد وضحّ الخبير في السيارات أن أهم هذه الأعطاب تحدث للسيارات التي يتجاوز عمرها 3 سنوات، إذ تنزل قيمة الشحن في البطاريات الى درجة أنها تصبح غير قادرة على تشغيل السيارة صباحا. وما يجب أن يعرفه أصحاب الجيل الجديد من السيارات أنه عندما تنزل قيمة الشحن الى ما دون 9 فولت يتعذر تشغيل السيارة مما يجعل التجهيزات الالكترونية لا تعمل بصفة طبيعية، بل إنه حتى بواسطة دفع السيارة فإن تشغيلها غير ممكن والحلّ هو تغيير الحاشدة «الباتري» ولا فائدة من التطعيم بواسطة سيارة أخرى أو غيرها من الطرق التي يعتمدها البعض. ومن العيوب التي تتحول الى أعطاب في الشتاء عدم متابعة الصيانة وتغيير الشمعات والخيوط الواصلة لها علما وأن هذه الشمعات تتغير للسيارات بعد 40 ألف كلم للسيارات الجديدة وما بين 10 و20 ألف كلم لباقي السيارات. ومن المشاكل الأخرى التي تظهر في الشتاء هي العجلات، إذ ينقص بها الضغط في الشتاء ويزيد ضغطها في الصيف ولتفادي الحوادث والانزلاق يجب تغيير وضعية العجلات من حين لآخر وذلك في الاتجاه المعاكس لعقارب الساعة (كل 15 أو 20 ألف كلم). وعند تشغيل السيارة يجب اعطاؤها الوقت اللازم (ثلاث دقائق) لترتفع الحرارة داخل المحرّك ويدور الزيت بصفة تمكنه من الوصول الى المناطق التي لا يصلها الزيت إلاّ بواسطة الضخ القوي. وفي خصوص السيارات التي تعمل «بالمازوط» البنزين الثقيل يتم تشغيل السيارة في الشتاء لأكثر من 3 دقائق وهو ما يمكّن من تقشف 30٪ أو أكثر من استهلاك العربة للمحروقات. الثلوج أما في خصوص السير على الثلوج فالعربات غير مهيئة للسير فوقها كما أنها غير مهيئة للسير فوق الماء، لذلك فإن المجازفة بالسير فوق الثلوج معرضة لانزلاق السيارة وهي مسألة غير مرتبطة بحذق السائق وحنكته في السياقة. أما مخاطر الماء، فهي الدخول الى مأوى المحرّك وهو أخطر ما يمكن أن يصيب السيارة خاصة من الجيل الجديد، إذ لا يمكن تحديد موقع العطب إلاّ بالكشف. كما تصبح إشارات السيارة خاطئة وهو ما من شأنه أن يسبب حوادث لا قدر اللّه ونبّه المختص الى عدم دفع أو سحب السيارة التي تعطل محرّكها بسبب وصول الماء الى محرّكها أو دفعها بواسطة سيارة أخرى ففي ذلك هلاك للمحرك واستبداله مكلف.