يمكن القول أن الورشات التقليدية لاصلاح السيارات أصبحت مهددة بالانقراض أمام تزايد عدد الورشات المؤهلة أو ما تعرف "بمصحات السيارات" التي تعتمد احدث الوسائل التكنولوجية لتشخيص علل السيارات واعطابها. وتجد هذه "المصحات" الجديدة الطريق أمامها سالكة أمام تطور عدد السيارات ذات المحرك الالكتروني وبداية انقراض السيارات ذات المحرك الميكانيكي التي تعود بها أصحاب الورشات التقليدية. وقالت مصادر مطلعة للشروق أن تونس تعد الآن قرابة 300 ورشة مؤهلة لاصلاح السيارات تتوفر بها تجهيزات تعتمد أرقى التكنولوجيات الخاصة باصلاح وصيانة السيارات يتم تسييرها عبر أجهزة كمبيوتر للتعرف على حالة السيارة ونوعية عطبها وتحديده بسرعة قياسية. ويعمل بهذه الورشات فنيون متكونون وخريجو المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية. وقالت مصادرنا أن بنك التضامن شرع منذ فترة في منح قروض لأصحاب المؤهلات والشهادات الجامعية لفتح مثل هذه الورشات المؤهلة وأن قيمة القرض تتراوح بين 10 و30 ألف دينار حسب حجم التجهيزات المتوفرة في الورشة. ويبدو أن الحكومة تشجع هذا التوجه خاصة وأنه يمثل مهنة جديدة للخريجين وأصحاب الشهادات العليا ويمكّن من استنزاف الأموال لأصلاح السيارات واشتراء قطع الغيار عند اصلاح السيارات ذات المحرك الالكتروني في الورشات التقليدية. وأوضحت مصادر "الشروق" أن دراسة تشخيصية حول كفاءة أصحاب الورشات التقليدية أنجزت مؤخرا كشفت ضعفا فادحا في تكوين "الميكانيكيين" وبالتالي عجز إصلاح السيارات الجديدة. ** تكوين ورسكلة وشهدت الأشهر الأخيرة بعث أول مركز تكوين مستمر ومندمج في قطاع السيارات تابع لاحدى المؤسسات الخاصة ويحظى باعتراف الدولة ويتولى تكوين الأعوان العاملين في ورشات اصلاح السيارات التابعة للمؤسسات العمومية والخاصة والذين يتوفر لهم مستوى تعليمي مرتفع نسبيا (بكالوريا) ومعرفة بالميكانيك. وعلمت "الشروق" أن معاليم التكوين تقارب مائة دينار في اليوم ويؤمنها خبراء من الخارج وتتم حسب برنامج ومحاور منظمة سلفا وتختم بمنح المتربص شهادة. ولا يتجه تكوين المركز حاليا الى الشبان العاطلين الذين يرغبون في تعلم تكنولوجيا صيانة واصلاح السيارات لأنه لا يمنح ديبلومات ولأن معاليم التكوين فيه مرتفعة وقصيرة ( حصص في كل مرحلة تكوين). ويتم قبول مشاركة أعوان المؤسسات والدفع عن طريق عائدات الأداء على التكوين المهني. تأهيل أصحاب الورشات ويبدو أن وزارة التربية والتكوين تبحث حاليا على تأهيل أصحاب الورشات التقليدية التي لا تدفع أداء عن التكوين المهني عبر تمويل تكوينها من قبل صندوق آخر يهتم بالتكوين المستمر. وذكر أحد المسؤولين عن شركة مختصة في بيع التجهيزات العصرية لورشات صيانة السيارات أن عددا من أصحاب الورشات التقليدية انخرطوا في برنامج تعصير مؤسساتهم وأقبلوا على شراء تجهيزات جديدة واستعانوا بفنيين متكونين وأصبحوا أكثر قدرة على اصلاح كل أنواع السيارات بكفاءة وهو ما حسّن من مردودية مشاريعهم وفتح مواطن شغل لليد العاملة المتكونة ولاصحاب الشهادات العليا.