الصوناد: المواطن التونسي يستهلك أكثر من 200 لتر من المياه خلال يوم عيد الإضحى    التصريح بالحكم ضدّ الغنوشي يوم 24 جوان في هذه القضية    انتفاع 824 سجينا ببرنامج العقوبات البديلة ..التفاصيل    هام/ تراجع ملحوظ لأسعار لحوم "العلوش" بالمساحات التجارية ومحلات القصابين..    تصفيات كأس العالم 2026: غانا تفوز على أفريقيا الوسطى وموزمبيق تتغلب على غينيا    إجراءات إستثنائية فيما يخص ''حالات الغش'' لتلاميذ الباكالوريا ..وزيرة التربية توضح    القضاء يُقرّر إلغاء إيقاف قرار إعفاء محرز الغنوشي من وظيفته    قطار تونس الجزائر : بعد إنقطاع 11 عام.. أولى السفرات ستكون قبل أواخر شهر جويلية القادم    مقترح قانون صناعة المكملات الغذائية على طاولة البرلمان و هذه التفاصيل    معطيات عن واقع قطاع الطاقة في تونس    مجلس الأمن الدولي يتبنى مشروع القرار الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى    الأردن يستضيف مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية في غزة    استشهاد 12 فلسطينيا في قصف للاحتلال الصهيوني على قطاع غزة..    مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار أمريكي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة..#خبر_عاجل    الكاف ..بعث نواد في الذكاء الإصطناعي بالمدارس الإعدادية    المدرسة الابتدائية القبودي بني خلاد ...المرتبة الأولى في المسابقة الجهوية للألعاب البيداغوجية الرقمية في دورتها الثانية    طقس الثلاثاء: الحرارة تصل الى 46 درجة مع ظهور الشهيلي    اليوم: حرارة مرتفعة ومرتفعة جدّا وقويّة    مبادرة نموذجية في تنظيم اختبارات مادة التربية البدنية    حتى لا يتحول انتظار النتيجة إلى كابوس...بعد الإمتحان يُكرم التلميذ ولا يُهان !    تألق في المسابقة الوطنية «التدخين يسبب أضرارا» يزيد الرقيق يحرز جائزة وطنية ويحلم بالعالمية !    تحذير مرعب.. النوم أقل من 7 ساعات يزيد من خطر الوفاة..    زلزال بقوة 5 درجات يضرب هذه المنطقة..    "احمدي ربك".. رد مثير من مستشارة أسرية سعودية لامرأة ضبطت زوجها يخونها مع 6 نساء!    "أبل" تزود هواتف آيفون ب"تشات جي بي تي"    ظهور لافت للمجندات السعوديات خلال استعراض قوات أمن الحج لهذا العام    بالفيديو.. عاصفة بردية تتسبب بأضرار جسيمة في طائرة نمساوية    توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة و"الصوناد"    أوروبية تعلن إسلامها في تونس ...    المنتخب الهولندي.. دي يونغ عن يورو 2024    دار الافتاء المصرية : رأس الأضحية لا تقسم ولا تباع    انطلاقا من يوم العيد في القاعات: فيلم يروي تفاصيل "اخفاء صدام حسين"    نابل: تسجيل 27 حالة غش منذ إنطلاق امتحان الباكالوريا 2024    مونديال الأندية : ريال مدريد ينفي و يوضح    السن الواجب مراعاته في الأضحية    العاصمة: عرض للموسيقى الكلاسيكية بشارع الحبيب بورقيبة في هذا الموعد    نصائح لمطبخ صحي ونظيف في عيد الإضحى    وزيرة الاقتصاد والتخطيط تلتقي بوفد من البنك الإفريقي للتنمية    عاجل/ بعد الضجة الكبيرة حول استغلال"القشّارة" لأضاحي العيد بالميزان: شركة اللحوم ترد وتكشف..    عاجل/ حادث اصطدام سيارة بعربة مترو بهذه الجهة..وهذه حصيلة الجرحى..    عيد الاضحى : ما هي أضرار شواء اللحوم ؟    لقاح للقضاء على السرطان ماالقصة ؟    إطفاء 84 حريق في يوم واحد    في حادثة صادمة: سيجارة إلكترونية تتسبب في انفجار رئة مراهقة..!!    عاجل : ارسين فينغر في تونس و هذه التفاصيل    قطاع التامين: أقساط صافية ب 1148.2 مليون دينار في الربع الأول من العام    خبر غير سار لأحباء لاعبة التنس أنس جابر    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    فرنسا وكندا تتعادلان بلا اهداف في اخر الاستعدادات لبطولة أوروبا وكوبا أمريكا    اليوم/ استنطاق عبير موسي في قضيتين جديدتين..#خبر_عاجل    دليل الأسبوع    ناميبيا تونس (0 0) المنتخب بلا روح    معرض صفاقس الدولي الدورة 58 من 21 جوان الى 7 جويلية    مريم بن مامي: ''المهزلة الّي صارت في دبي اتكشفت''    موعد عيد الاضحى: 9 دول تخالف السعودية..!!    تطاوين : بدء الاستعدادات لتنظيم الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمونودراما وإسبانيا ضيف شرف    هند صبري تلفت الأنظار في النسخة العربية لمسلسل عالمي    مُفتي الجمهورية : عيد الإضحى يوم الأحد 16 جوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سليمان : كارثة بيئية بالأماكن الرطبة تنتظر التدخل
نشر في الشروق يوم 17 - 02 - 2012

«الحماضة» أو «السبخة» كما يطلق عليها أهالي مدينة سليمان هي المنطقة الرطبة المنخفضة التي تفصل بين سليمان والشاطئ وتمتد على مسافة تقارب 3 كلم وتتغذى من البحر ووادي الباي الذي يمر بعدد من المدن لتكون مصبّا له.
هذه المنطقة كانت إلى وقت قريب وجهة لأسراب البط وأنواع من الطيور المهاجرة لذلك اعتبرت محمية وطنية، إلا أنها باتت مهدده بكارثة بيئية ذلك أن المياه الراكدة تعرضت إلى التلوث حتى إننا أدركنا ما يسمى بالدرجة الثالثة التي تختفي خلالها الكائنات الحية. حيث لاحظنا في المدة الأخيرة اختفاء الطيور المهاجرة وغياب الضفادع والسلاحف مما يعني موت الكائنات الحية بسبب التلوث.
من بين أهم مصادر التلوث التي ساهمت في إدراك سبخة سليمان هذه الدرجة من التلوث هو وادي الباي الذي يمر من أطراف مدينة سليمان من جهة تونس بعد أن يمرّ بعدد من مدن الوطن القبلي ذلك أن هذا الوادي قد اتخذ مصبا للفضلات بعدد من المناطق زيادة على أن الكثير من التجمعات السكنية ترمي فضلاتها السائلة به كما أن بعض المصانع التي تستخدم المواد الكميائية تصرف مياهها المستعملة داخله.
ورغم أن بلدية سليمان قد أوقفت صرف المياه المستعملة به منذ مدة طويلة فان المياه الدائمة التي تجري بالوادي ملوثة، إذ أن تلك المياه تتميز بلون غير طبيعي ورائحة كريهة ساهمت في إزعاج الأحياء السكنية القريبة منه.
وما يلاحظ أن هذا الوادي كان إلى سنوات قريبة يعج بالكائنات الحية غير أنها اختفت منه تماما فلم تعد ترى السلاحف ولا الضفادع ولا الأسماك. وحمل ذلك الوادي معه تلك السموم ليلقي بها في السبخة ومنها تتسرب إلى البحر حتى غدا المكان الذي ترتبط فيه السبخة بالبحر منطقة ميتة هجرتها الأسماك وهو ما أكده لنا أحد الصيادين.
والملاحظ أيضا أن مياه وادي الباي تفيض على السبخة أو الحماضة بأكملها عندما يزداد منسوبه بسبب الأمطار وهو ما سبب انقراض تلك الحيوانات.
كما ساهم هذا الوادي في تكاثر الناموس بطريقة غير معهودة مؤخرا مما سبب انزعاجا كبيرا لمتساكني شاطئ سليمان.
المصانع ضاعفت المشكلة
ومن بين مصادر التلوث تلك المصانع المنتشرة بالمنطقة ذلك أن الكثير منها تعمد رمي فضلاتها ونفاياتها في السبخة ليغمر الماء تلك الفضلات وتتحلل في المياه الملوثة لتزيد الوضع سوءا وتساهم في إخلال التوازن البيئي خاصة وأن تلك الفضلات هي من مشتقات البلاستيك ومن المواد الكميائية الخطرة.
من المفترض أن تكون بلدية سليمان الحامي لهذه المنطقة الرطبة التي تعتبر ثروة وطنية باعتبارها محمية طبيعية وتقوم بالتصدي لكل عمليات التجاوز غير أن البلدية وضعت المصب البلدي في «الحماضة» قريبا من السبخة ومن مصب وادي الباي، وأمام إغلاق مصب النخيلة منذ مدة تكاثرت الفضلات بالمصب حتى غدا لا يقدر على استيعاب كمية أخرى فأصبحت البلدية تفرغ بجانبه إلى أن وصلت الفضلات إلى المنطقة الرطبة وتداخلت الفضلات بالماء خاصة بعد نزول الأمطار. زيادة على الرياح التي تعبث بالفضلات البلاستيكية وتلقي بها في المياه الملوثة.
كارثة بيئية
وهكذا فان المنطقة الرطبة بسليمان قد وصلت إلى مرحلة كارثية باعتبار انعكاساتها على الإنسان والبيئة والمحيط فالعديد من الأطراف ساهمت في تلويث تلك المنطقة ويساهمت في تلويث مستقبل أطفالنا لتتحول بلادنا إلى بلاد قاحلة. لذلك نطالب السلط المسؤولة بأن تتدخل فورا لإيقاف هذه الكارثة والتوقف عن صرف المياه الملوثة في وادي الباي ونقل المصب البلدي بسليمان من المنطقة الرطبة إلى منطقة أخرى والتصدي إلى كل المصانع التي ترمي فضلاتها في السبخة كما نطالب بضرورة إعادة تشغيل مركز التجميع بالنخيلة بعد أن تم غلقه منذ ما يزيد عن السنة بسبب رفض متساكني الحي القريب تواجد مركز التجميع بجهتهم واعتصامهم في الطريق العام مانعين الجرارات التي تحمل النفايات المنزلية من دخول المركز.
وقد تسبب تواصل هذا الوضع في تراكم الفضلات داخل المصبات البلدية إلى حد صارت فيه النفايات تفرغ بالاراضى المحاذية للمصبات وعلى حافة الطرقات وداخل الأملاك الخاصة والعامة، مما حول هكتارات من الغابات إلى مصبات كما هو حال المصب العشوائي بدوالة.
لذلك فان تواصل إغلاقه يتسبب بكارثة حقيقية سيكون لها انعكاسات وخيمة على البيئة وعلى المواطنين وعلى جمالية الجهة، كما إننا نجدد الدعوة إلى وزارات البيئة والسياحة ووكالة حماية الشريط الساحلي للتدخل والتنسيق فيما بينها لفض مشكل اعتصام أهالي منطقة النخيلة حتى يعود مركز التجميع إلى سالف نشاطه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.