اقتحمت القوات الإسرائيلية أمس باحات المسجد الأقصى واشتبكت مع المصلين والأهالي المقدسيين مما أدى إلى وقوع إصابات فيما توقعت جهات فلسطينية اندلاع الانتفاضة الثالثة دفاعا عن القدس وذودا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية العربية. أصيب عدد من الفلسطينيين خلال مواجهات وقعت مع قوات الجيش الإسرائيلي مساء أمس في باحات المسجد الأقصى المبارك. وأفادت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن نحو 40 عنصراً من القوات الخاصة الإسرائيلية قامت باقتحام المسجد الاقصى من جهة باب المغاربة ومن ثم اعتدت على عدد من المصلين الذين تواجدوا في ساحات المسجد، قبالة الجامع القبلي المسقوف، كما اعتقلت ثلاثة مصلين. وبحسب شهود عيان والمعلومات المتوفرة فإن القوات الإسرائيلية تمركزت قبالة الجامع القبلي المسقوف وأخذت باستفزاز المصلين الذين تواجدوا هناك، وبعد وقت قصير أدخلت القوات عددا من السياح الأجانب من باب المغاربة، ومباشرة تعالت أصوات التكبير والتهليل من المصلين، فقامت القوة باقتحام المسجد الاقصى وأخذت بالاعتداء على المصلين بالهراوات وبالأيدي. واستمرت الأحداث نحو 50 دقيقة بعدها انسحب اغلب عناصر القوات الإسرائيلية إلى منطقة باب المغاربة وبقي عدد محدود من القوات عند منطقة الكأس. دعوة أردنية بدوره، دعا وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاردني عبد السلام العبادي أمس «العالم الإسلامي والمجتمع الدولي» الى «التدخل لوقف الانتهاكات الصارخة والمتكررة» في باحة المسجد الاقصى في البلدة القديمة للقدس المحتلة. وحذر العبادي من «الآثار الخطيرة التي تترتب على دخول منظم لمجموعات كبيرة من الجنود الإسرائيليين وبالزي العسكري الكامل وأحياناً بسلاحهم وبشكل يومي لباحات المسجد الاقصى». وأوضح أن «هذا الأمر يعتبر بمثابة حرب معلنة على أهم مقدسات المسلمين في القدس الشريف، خصوصاً وأن هذه الظاهرة الجديدة تترافق مع تهديدات المتطرفين الأخيرة باقتحام المسجد الأقصى وهدمه ونشر صور مروعة للمسجد الأقصى وقد أزيلت منه قبة الصخرة». وطالب الوزير «العالم الإسلامي والمجتمع الدولي وجماعات السلام في كل مكان عدم السماح لهذه التصرفات التي ستجر المنطقة لدوامة عنف سيكون المجتمع الإسرائيلي هو الخاسر الأكبر من ورائها». ودان العبادي بشدة «ما جرى اليوم من اقتحام للمسجد الأقصى المبارك من قبل متطرفين يهود وعضو كنيست وقوات شرطة الإحتلال التي داهمت المسجد الأقصى وداست سجاد المسجد بأحذيتها ولاحقت المصلين المسلمين داخل المسجد»، مناشدا «العالمين العربي والإسلامي التدخل لوقف هذه الإنتهاكات الصارخة والمتكررة». من جهتها, دعت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى تدخل عاجل لحماية المسجد الأقصى من المحاولات المتكررة الهادفة إلى اقتحامه من الجماعات اليهودية المتطرفة. وحذَّر بعض الشيوخ الفلسطينيين من أن تؤدي محاولات المتطرفين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى المبارك إلى اندلاع انتفاضة جديدة. ووجَّهت حكومة غزة في بيان لها تحذيرًا من إقدام جيش الاحتلال «الإسرائيلي» على ارتكاب مجزرة جديدة في المسجد الأقصى تضاف إلى سجل جرائمه بحق المقدسات والفلسطينيين. وأكدت الحكومة على أنها تحمِّل رئيس وزراء الاحتلال «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو المسئولية الكاملة عن تداعيات تلك المحاولات. نذر انتفاضة ثالثة في سياق متصل، أكد الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين أن إقدام قوات الاحتلال على تأمين اقتحام الأقصى من المستوطنين خطوة غير محسوبة العواقب. وقال: «هذه الخطوة تستفز مشاعر المسلمين، ونحذر من اندلاع انتفاضة جديدة حال اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك». وحمَّل الحكومة «الإسرائيلية» المسؤولية الكاملة عن أية حماقة ترتكب ضد المقدسات الإسلامية في مدينة القدسالمحتلة.