رجحت مصادر استخباراتية مطلعة اتخاذ الدوائر العسكرية الأمريكية قرارا باغتيال الرئيس السوري بشّار الأسد عبر إرسال فريق كوماندوس أمريكي سري إلى دمشق في استنساخ لسيناريو تصفية زعيم القاعدة أسامة بن لادن. أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلا عن مصادر عسكرية أمريكية أنه يجري حاليا تداول خطة داخل دوائر اتخاذ القرار في البنتاغون تقضي بتعزيز صلاحيات القوات الخاصة الأمريكية في العالم ومنحها الاستقلالية الميدانية التامة. صلاحيات واسعة للكوماندوس وتضيف المصادر أن الأدميرال وليام ماكريفن قائد القوات الخاصة في البحرية الأمريكية والتي نفذت إحدى طلائعها عملية تصفية زعيم القاعدة أسامة بن لادن تقدم بطلب لدى المسؤولين الأمريكيين لتوسيع صلاحيات وحدات «الكوماندوس» تسمح لها بتنفيذ عمليات معقدة وسرية دون إعلام مسبق. وتؤكد أن ماكريفن يريد من خلال هذا المطلب تغيير استراتيجية صنع القرار العسكري بالنسبة لوحدات الكوماندوس السري وذلك بتحويلها إلى كيان مستقل عن الكيانات الإدارية المعروفة . وتوضح أن وحدة القوات الخاصة الأمريكية اصبحت الوحدة العسكرية الأكثر شعبية وتفضيلا لدى إدارة الرئيس باراك أوباما باعتبارها تنفذ ما تعجز عنه الجيوش النظامية وتجسد مقولة اليد الأمريكية العليا على العالم. وتتابع أن «كتيبة الكوماندوس» نجحت خلال العام المنصرم في تنفيذ أصعب العمليات العسكرية وأكثرها تعقيدا فقد اصابت تنظيم القاعدة في مقتل عبر اغتيال زعيمه في باكستان وقامت بعمليات معقدة في الفيتنام إضافة إلى الدور الأساسي في دعم المعارضة الليبية المسلحة ضد الجيش الليبي النظامي خلال الصيف المنصرم. وتؤكد أن الدور حاليا أتى على سوريا وعلى رأس قيادتها السياسية وحتى العسكرية فبعد أن تبين لإدارة أوباما أن الخطط العسكرية الكلاسيكية عاجزة عن التطبيق في سوريا فضلا عن وجود توافق دولي حولها وهو ما لم يتقرر بعد بسبب الفيتو المزدوج الصيني الروسي يبدو ان واشنطن بدأت تفكر في عمليات اغتيال تستهدف الرئيس السوري بشار الأسد. وتشير إلى أن سوريا اليوم باتت فضاء مفتوحا لتهريب السلاح ودخول المقاتلين إليها وبالتالي فالوصول إلى قلب دمشق ليس بالأمر الصعب لوحدات الكوماندوس الأمريكي. وتؤكد أن ضرب رأس القيادة السورية سيؤدي إلى نتائج سياسية إيجابية لعل أهمها إضعاف إيران ومزيد تطويقها ومحاصرة قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية وهي مآرب مهمة لإسرائيل أولا وللغرب ثانيا . لا لتسليح المعارضة وفي سياق متصل, قال رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي، إن الولاياتالمتحدة لا تريد تقديم الأسلحة إلى المعارضين السوريين إلى حين تكوّن صورة أكثر وضوحا عن طبيعة وهوية هذه المعارضة. وفي مقابلة مع قناة «سي إن إن» أذيعت الليلة قبل الماضية قال ديمبسي «أعتقد أنه من السابق لأوانه اتخاذ قرار بتسليح حركة المعارضة السورية، وسيكون خطأ كبيرا اذا اعتقدنا ان هذه ليبيا اخرى (...) فالجيش السوري مؤهل جيداً ولديه نظام دفاع جوي متطور ومتكامل، فضلا عن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية». وأشار إلى أن سوريا اليوم باتت ساحة لعب لمختلف أصحاب المصالح، حيث يضم اللاعبون في صفوفهم كلا من شبكات منظمة «القاعدة» الإرهابية التي كانت بصماتها واضحة في الصراع، وجيران سوريا، لاسيما تركيا، والحلف الأطلسي، ومنظمات الإسلام السياسي والسعودية وإيران التي تعد حليفا بارزا لسوريا. وقال في ذات السياق «هناك عدد من اللاعبين، وجميعهم يحاولون تعزيز مواقفهم في هذه القضية (سوريا). وحتى نكون أكثر وضوحا في هذا الأمر، يجب أن نعرف من هم المعارضون قبل أن نسلحهم».وختم بالقول «اعتقد ان الطريق المتبعة حالياً والتي تقضي بالعمل لايجاد توافق دولي (ضد سوريا) هي الطريق الصحيحة، وليس اتخاذ قرار بالتدخل من جانب واحد».