عرفت أسعار اللحوم الحمراء في المدة الأخيرة ارتفاعا ملفتا للانتباه اعتبره المستهلك مشطا. المواطن أطلق صيحة فزع من جراء الغلاء المفرط لأسعار المواد الاستهلاكية والجهات المسؤولة لم تتخذ أي إجراء. تجاه هذه الأزمة التي أرهقت كاهله ودفعته لمقاطعة شراء اللحوم والأسماك الشروق رصدت انطباعات بعض المواطنين بخصوص أثمان اللحوم الحمراء التي تجاوز سعرها 17 دينارا خاصة في أسواق مدن تونس الكبرى ولاسيما منها مدينة رادس. أكد العديد من سكان مدينة رادس أنهم التجأوا إلى شراء لحم الدجاج باعتباره الأرفق من حيث السعر في حين أن لحم الخروف أو لحوم الأبقار لم تعد أثمانها في متناول المواطن البسيط خاصة وأن هذا الغلاء المشط شمل كل متطلبات المائدة التونسية. فالسيد محمد نوار (موظف) أفادنا بأنه قرر عدم شراء اللحوم الحمراء منذ فترة بسبب الغلاء المفرط لها والتجأ إلى بعض أنواع اللحوم البيضاء محاولا تعويض هذه اللحوم بمواد أخرى لها نفس القيمة الغذائية مثل «العدس» أوالبيض والخضر أما السيدة «علياء «أستاذة، فقد عبرت عن انزعاجها من هذا الغلاء المشط للأسعار بصفة عامة ولأسعار اللحوم بصفة خاصة وتوجه لومها لأجهزة المراقبة التي تكاد تكون منعدمة فالأسعار تضاعفت مرتين منذ السنة الفارطة . وأشار السيد محمد عابدي «جزار» برادس بأن ارتفاع سعر اللحوم الحمراء راجع إلى عدة عوامل أهمها مشكلة العرض والطلب داخل أسواق الدواب فعدد الخرفان قليل خاصة الذكور منها وأسعارها مشط بسبب تخزين هذه الثروة الحيوانية إلى موعد عيد الأضحى فالجزار يشتري الخروف الأنثى «الفطيمة» بأثمان باهظة من قبل القشارة الذي يعتبرهم الوحيدين المنتفعين من هذه العملية والسبب الثاني هو توقف عملية تهريب الخرفان من القطر الجزائري ويضيف محمد أن الكلغ الواحد من اللحم بكلفة 16.5 دينارا وربحه ضعيف جدا ففي بعض الأحيان يجد نفسه عاجزا عن تسديد معلوم الكراء وبعض المصاريف الأخرى، أما السيد «فاتح حسين «صاحب محل «جزار» بماكسولا رادس فهو يرى أن غلاء الأعلاف هو المتسبب الرئيسي في غلاء اللحوم فالفلاح أصبح عاجزا عن توفير العلف لمواشيه فقد وصل سعر الشعير إلى 60 دينارا للقنطار الواحد وقنطار الفول ب70 دينارا وأما سعر حزمة التبن فقد تجاوزت 10 دينارات ولفك هذه الأزمة يقترح محدثنا الاهتمام أكثر بتربية الماشية وتحفيز الفلاحين على مزيد الإنتاج بالتعديل في ثمن الأعلاف وجدولة ديون الفلاحين . التصدير إلى ليبيا من جهة أخرى أكد بعض مربيي المواشي أن المتسبب في ارتفاع أسعار المواشي هو تهريب أعداد كبيرة من رؤوس الأغنام والأبقار إلى ليبيا فبعد أن استنفع سكان الجنوب التونسي بجلب الدواب من ليبيا أثناء الثورة الليبية أصبحت الآن التجارة غير الشرعية عكسية حيث يتم يوميا إخراج أعدادا هامة من الخرفان والأبقار وهذا ما أثر سلبا على السوق التونسية وتسبب بطريقة غير مباشرة في غلاء أسعار اللحوم ويقترح هؤلاء مزيدا من التشديد على المهربين وتنظيم عملية التصدير إلى البلدان المجاورة.