تتعطل الدروس بصفة تكاد تكون كلية وذلك بالمدارس الابتدائية الموجودة بالأرياف والمناطق النائية مع كل موجة برد وتهاطل الأمطار والثلوج على أرياف ولاية الكاف ومعتمدياتها ويعود ذلك الى تدهور البنية التحتية من طرقات ومسالك فلاحية. ويؤثر انقطاع التلاميذ عن الدروس على المستوى التعليمي لديهم ويعود بالمضرة على نتائجهم الدراسية. ويشكو الاطار التربوي والتلاميذ من تدهور قاعات التدريس وقدمها واهتراء جدرانها فضلا على أن أسقفها مشققة وترشح بمياه الأمطار والثلوج وحتى سحاب الرذاذ ومرد ذلك هو غياب التعهد والصيانة المستمرة ومن جهة اخرى تعاني بعض المدارس الريفية من غياب الماء الصالح للشراب حيث يتزود التلاميذ والاطار التربوي من الآبار العميقة والعيون التي تفتقر مياهها الى المراقبة الصحية المنتظمة. المسالك الفلاحية تعمق المأساة كميات الثلوج والأمطار التي نزلت على جهة الكاف منذ حوالي أسبوعين عزلت بعض المناطق الريفية وحالت دون التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة فكان الحضور ببعض المدارس في حدود 5أو 10 بالمائة وهي بالطبع نسب ضئيلة تتعطل بموجبها الدروس بصفة كلية جراء استحالة المرور بالمسالك الفلاحية بعد أن غمرتها مياه الأمطار والثلوج وزادت في تدهور حالتها. مدرسة سركونة المثال الأسوأ والحديث حول المدارس الريفية التي انقطعت بها الدروس على امتداد حوالي اسبوع بسب موجة البرد التي اجتاحت المنطقة مؤخرا يجرنا حتما إلى حديث عن مدرسة سركونة 2 والتي تعاني من نقائص عدة وخاصة من غياب طريق معبدة تنهي معاناة التلاميذ والمعلمين . هذا وتعد المدرسة المذكورة 47 تلميذا يشرف على تدريسهم 7 معلمين ذاقوا الأمرين في المدة الأخيرة بسبب صعوبة الوصول الى المدرسة ورداءة المسلك الفلاحي الذي توقفت به الحركة منذ حوالي أسبوعين بسبب الأوحال التي غطت مسافة كبيرة منه. يذكر أن أهالي سركونة كانوا قد طالبوا عديد المرات بتعبيده غير أن أصواتهم لم تجد أذانا صاغية خاصة في العهد البائد الذي كان يلقي بمطالبهم في سلة المهملات وتفتقر مدرسة سركونة 2 كذلك الى مطبخ لإعداد اللمجة لفائدة التلاميذ وفي غياب المطبخ يضطر حارس المدرسة الى اعداد ما توفر من غذاء بمنزله. الوضع المتأزم الذي تعيشه جهة سركونة ويتخبط فيه المعلمون والتلاميذ على حد السواء بات في حاجة الى لفتة من طرف السلط الجهوية لتخليص هذه المدرسة من براثن الفقر ورداءة الطرقات وتزويدها بالماء الصالح للشراب.