بنية تحتية جيدة، شواطئ ممتازة، معالم أثرية متنوعة، صناعات تقليدية متميزة، خبرة طويلة تتوارثها الأجيال جميع مقومات النجاح في القطاع السياحي لكن الأزمة الحالية التي يعيشها باتت تهدده وتهدد العديد من القطاعات المرتبطة به مثل الصناعات التقليدية. لهذا يقترح أهل المهنة خطة شاملة يرونها قادرة على انعاش السياحة والحفاظ على مواطن الشغل فيها. تعد جهة نابل الوجهة الاولى للنشاط السياحي في تونس وتضم 180 مؤسسة سياحية من نزل ومطاعم مصنفة وغير مصنفة ومركبات توجد في مناطقها السياحية بالحمامات الشمالية والحمامات الجنوبية وياسمين الحمامات والمرازقة ونابلالمدينة ودار شعبان الفهري وقليبية وقليبية البيضاء والمنصورة وقربص وسليمان. هذه المؤسسات السياحية تستقطب حوالي 250 ألف عامل قار وموسمي، وتنشط في الماضي خلال كامل فصول السنة، وتلعب هذه المؤسسات ادوارا متعددة، منها اشهار المنتوجات التونسية للسياح على غرار الاطعمة، الى جانب فتح فضاءات لعرض وبيع الحصير النابلي التقليدي والعصري والمرقوم والكليم والزربية التونسية، والفخار النابلي التقليدي والعصري والتحف الخشبية والبرنزية والنحوت الحجرية من دار شعبان الفهري. ومن خلال زياراتنا عددا من المناطق السياحية بجهة نابل والتقائنا بعدد من اصحاب النزل وعمالها، والحرفيين في قطاع الصناعات التقليدية تم التاكيد على وضع خطة استراتيجية وطنية حول اعادة تنشيط المؤسسات السياحية وضمان استمراريته واستقرار هذه المؤسسات في العمل والانتاج وتوفير مواطن الشغل الاضافية، وضمان استمرار اليد العاملة في العمل والانتاج بالمؤسسات السياحية، وبالتالي تضمن لنفسها مردودية اقتصادية مرضية، ولعمالها الاستقرار في العمل والانتاج والدخل المحترم. واكدوا ضرورة تشريك ارباب النزل والمطاعم والملاهي السياحية في انجاز هذه الخطة الاستراتيجية وتحديد ابعادها وأهدافها، بغية توفير ركائز اساسية لاصلاح قطاع السياحة والنهوض به وتنمية مردوديته الانتاجية والاقتصادية وتحسين ادائه، ووضع خطة نموذجية موازية حول تنشيط السياحة الثقافية في تونس باستشارة أصحاب الكفاءات في القطاع الثقافي ومنها المختصة في الاثار، بغية افراز اشخاص متميزين في التعريف بالمعالم الاثرية للسياح وخصائصها التاريخية والثقافية. هذه المعالم تتعدد في تونس وتنتشر انطلاقا من ولاية نابل على غرار المدينة الرومانية بكركوان والبرج الاثري بقليبية ومعالمها القرطاجنية والبونية والرومانية والبيزنطية والمغاور البونية بحاروري بوادي الخطف والمغاور البونية بالهوارية والمدينة العتيقة بالحمامات والمعالم الرومانية بنيابوليس بنابل. ومن جهة اخرى اكد العاملون في قطاع الصناعات التقليدية ان ازدهار هذا القطاع مرتبط بازدهار القطاع السياحي باعتباره احد عناصر التنشيط السياحي الرئيسية، ومن ثمة يستوجب ان تتوفر لاصلاحه والنهوض به وتنمية مردوديته الاقتصادية وتحسين ادائه، خطة ناجعة يشارك في وضعها المهنيون في القطاع فيعملون على معالجة اوضاعه الاقتصادية، وحل مشاكله مثل مشكل المديونية لدى العديد من محلات الصناعات التقليدية العاجزين عن التسديد نتيجة تردي نشاط القطاع السياحي وضعف اقبال السواح الاجانب على نزلنا التونسية في جهة نابل. ففي الآونة الأخيرة ضعف نشاط هذه المحلات وانعدمت مردوديتها الاقتصادية، وفقد عمالها مواطن شغلهم وموارد رزقهم، على غرار ما حدث لعمال النزل.