سقط أمس عشرات القتلى والجرحى في هجوم انتحاري استهدف مدخل القصر الرئاسي في المكلا بجنوب شرق اليمن وذلك بعد ساعات قليلة من أداء منصور هادي اليمين الدستورية كرئيس للبلاد. نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر طبية في مستشفى ابن سيناء في المكلا قوله إن جثث 20 جنديا وضعت في المشرحة وهناك العديد من الجرحى. بصمات «القاعدة» وأكد مصدر عسكري أنّ الهجوم يحمل بصمات القاعدة مشيرا الى أن عدد الجرحى يتجاوز ال24. وذكر شهود عيان أن جنود الحرس الجمهوري دخلوا بالقوة الى مستشفى بن سيناء لفرض قبول الجرحى ولم يتردّدوا في اخراج مرضى من أسرتهم لتوفير أماكن جرحاهم، بحسب الوكالة. وكان مصدر عسكري آخر قد قال في وقت سابق إن انتحاريا فجر سيارة مفخّخة عند مدخل القصر الرئاسي في المكلا، مشيرا الى أنه تلا عملية التفجير تبادل اطلاق نار بين المسلحين والجنود. وأعلن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب مسؤوليته عن هجوم المكلا. وقال مصدر من «القاعدة» لوكالة «رويترز» ان تنظيم القاعدة مسؤول عن التفجير الانتحاري في المكلا ردّا على جرائم الحرس الجمهوري. وذكر مصدر في المكلا إنه سمع اطلاق نار من اتجاه البحر، لكنه لم يدل بتفاصيل عن الحادث. من جانبه قال مراسل قناة «العربية» في صنعاء حمود منصر ان الهجوم وقع بواسطة سيارة «تويوتا هيلكوس» حيث اقترب بها من بوابة القصر وفجّر نفسه مع السيارة حيث كان حراس البوابة يتناولون الغداء. وأوضح المصدر أنّ منفذ العملية يدعى محمد علي الصيعري سعودي الجنسية وينتمي الى تنظيم «القاعدة». هادي يؤدي اليمين وقبل ساعات قليلة من هذا الهجوم كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس قد أدى اليمين الدستورية كرئيس للبلاد لمدة عامين كما تنصّ المبادرة الخليجية الموقعة بين الموالاة والمعارضة اليمنية في نوفمبر الماضي. وتعهد هادي عند أداء القسم بأن يكون محافظا على النظام الجمهوري وحاميا للدستور وللقانون وأن يعمل جاهدا من أجل اخراج اليمن من محنة استمرت عاما. وقال في كلمة عقب أداء القسم «السلطة في اليمن أصبحت مسنودة بشرعية شعبية لا يمكن التشكيك فيها أو الانتقاص منها»، مؤكدا أن الانتخابات منحت اليمنيين الأمل وهي تحمل الأحزاب والقوى السياسية المسؤولية لتجاوز الماضي. وأثنى الرئيس اليمني المنتخب على ثقة الشعب اليمني به كرئيس توافقي لمرحلة وصفها بأنها من أصعب المراحل التي مرّ بها التاريخ اليمني الحديث مؤكدا أن الشعب لم يعد يقبل بأنصاف الحلول... وقال «إن اليمن ليس بحاجة الى فترة كيدية بل الى العمل من أجل بناء دولة»، وفاز هادي بمنصب رئيس البلاد إثر انتخابات رئاسية مبكّرة وفقا للمبادرة الخليجية بنسبة تصل الى 99٪ من اجمالي المشاركين في الاقتراع.