يعتبر المسلخ البلدي ببنزرت الذي يعود انشاؤه لعقود خلت من أهم المنشآت بالجهة تنتصب حوله أسبوعيا سوق الدواب كل ثلاثاء ويستقبل يوميا عشرات الاغنام والابقار وهو في نفس الوقت من أبرز النقاط السلبية المستوجب ايجاد حل سريع لها. هذا المسلخ أصبح يهدّد صحّة المواطنين نظرا لغياب أبسط شروط الصحة داخله وسبق لجريدة «الشروق» أن زارت الفضاء وأشارت للصعوبات التي يعانيها العاملون به منذ سنوات لكن لا أحد تحرك ولا شيء تغير نفس المشاكل تراكمت اكثر كما تتراكم الاوساخ داخله ومن حوله يوميا انطلاقا من مظهره الخارجي وانهيار السور المحيط به مما يجعل الفضاء غير محمي وغير مؤمن ومما زاد في تعقيد الوضعية هو تحويل جزء منه لمستودع «خردة وزوارق بحرية» ولا ندري ماهي العلاقة بين المسلخ ومقبرة الزوارق. فضاء الذبح غير مهيإ فضاء الذبح رغم شساعته الا انه غير مهيإ كما ينبغي وينقصه خراطيم الماء المضغوط وهي ضرورية لتنظيف الأرضية باستمرار حتى لا تسبح الذبائح رغما عنها في دمائها ورفثها ووسخها بسبب ضعف منابع الماء وضيق المسالك وانسدادها بصفة متكررة .ظروف أثرت سلبا على غرفة ما يعبر عنه بالفرت أو أحشاء الذبائح والرؤوس غرفة تسبح في الفضلات الحيوانية. كذلك مجاري المياه في حاجة متواصلة للصيانة كما مجاري الدم زد على ذلك وجوده اي الفضاء في مساحة منخفضة ييسر دخول الاتربة اليه من كل جانب وبتدفق مياه الامطار داخله سواء من الابواب أو من النوافذ يجعل منه بركة للاوحال ناهيك ان جل التجهيزات المتوفرة به أتى عليها الصدأ على غرار رافعات اللحم القديمة المطلوب تغييرها بأخرى عصرية. حجرات تغيير الملابس للجزارة ابوابها مكسرة وخزائنها اكلها الصدأ وجدرانها ملطخة بالدماء وبقايا اللحم في كل مكان لا ماء ساخن ولا دورات مياه نظيفة. ما يلفت الانتباه ويدعو للاستغراب كيف تتغافل المصالح الصحية على استعمال تجهيزات أكلها الصدأ داخل فضاء كالمسلخ وماذا تنتظر لتغييرها. من جهة أخرى كشف لنا عدد من الفلاحين أن المخازن الموجودة بالمسلخ إضافة إلى تراكم الأوساخ فيها وهذا شاهدناه فهي غير مؤمنة وسهلة الاقتحام وقد سبق أن تعرضت للسرقة. من جهة أخرى طالب كل من تحدثنا معه بضرورة توفير ثلاجات كبيرة لخزن اللحم خاصة في فصل الصيف فمن غير المنطقي أن يفتقر مسلخ منظم لثلاجات. تهديد مباشر لصحة المواطن في اتصال سابق بطبيب بيطري نقلنا له وضعية مسلخ بنزرت فأكد لنا اطلاعه عليها وتأسفه لما وصل إليه مسلخ تذبح فيه يوميا تقريبا 30 عجلا و300 رأس من الأغنام مؤكدا ان المسلخ لو يخضع لمراقبة صحية صارمة سيغلق فورا لعدم توفر شروط الصحة فطريقة ذبح الاغنام تعرض صحة المواطن للخطر على حد تعبيره دون الدخول في التفاصيل. أكيد أن حالة المسلخ البلدي ببنزرت ليست حديثة بل هي نتيجة لإهمال سنوات عجاف وكل ما يأمله سواء العاملون بهذا الفضاء أورواده من تجار ومربي الاغنام وجزارين ومواطنين هوأن يلقى مستقبلا العناية الضرورية حفاظا على صحة الأهالي وهذا ما تفكر فيه النيابة الخصوصية حسب ما أكده لنا رئيسها السيد محمد صالح فليس الذي كشف لنا نية تهيئة فضاء آخر للمسلخ يستوعب تطور القطاع بالجهة.