يوم 8 مارس 2012 كان الجميع في قفصة لا حديث عندهم إلا عن الطالبة التونسية التي تسلقت حائط كلية الآداب بمنوبة لحماية العلم الوطني من أذية طالب من صفوف ما يعرف بالسلفيين. ويوم أمس (9 مارس) وبمجرد أن شاع الخبر أن البطلة هي : خولة الرشيدي ابنة السيد محمد العبيد بن أحمد الرشيدي (متقاعد) والسيدة ياسمينة بنت ابراهيم سوسي حتى هب الجميع فرادى وجماعات نحو منزل العائلة بحي «العسالة» بقفصة للتهنئة والاعلان عن الافتخار. والبطلة خولة لها من العمر 25 سنة تدرس بالكلية المذكورة (سنة أولى ماجستير فرنسية) لا تنتمي (كما تؤكد) إلى أي اتجاه أو تنظيم سياسي أو غيره بل كما أكدت مرة ثانية وهي تبكي أنها فقط تنتمي بكل اعتزاز لتونس وطنها الحبيب. وفي منزل العائلة تواجدت«الشروق» لانتظار عودة البطلة بعد أن اتصل بها الحرس الوطني للتحري...وعرضها على الطبيب الشرعي. وبمجرد وصولها استجابت بصدر رحب وقالت «أن مبادرتي كانت تلقائية ولم يشاركني أحد فيها... وكانت نتيجة انفعال اصابها لما شاهدت علم بلادي يمزق...ويهان» ولاحظت أنها وبدون أن تدري...ولا تشعر رمت بمحفظتها لزميلتها وتسلقت الجدار تحت صياح زميلاتها... وعند وصولها إلى صاحب الفعلة سألته معاتبة: بأي حق تنزل العلم... وتمزقه..إنه علم بلادي وبلادك وعلى الأقل اذا أردت أن تضع علمك...ابق الأصل في مكانه...ولا تهينه عندها رماني على الأرض بشدة واراد ضربي بلوحة كبيرة كانت هناك لولا التدخل السريع من زميل دراسة يدعى «حمة» أصيل سيدي بوزيد ولا أعرف هويته كاملة الذي التحق بي...وحماني من المعتدي وعند سؤالها : لو طلب منك تشخيص العملية مرة أخرى هل تقدرين؟ أجابت بكل صدق ودموعها تنهمر أكيد لا أقدر وشخصيا لا أقدر على وصف ما وقع لي آنذاك...وكيف تحمست وتجرأت وغامرت... وواجهت شخصا أعتى وأقوى مني... ثم واصلت خولة تقول كنت تحت تأثير نفسي لم أعش مثله سابقا...فقط أؤكد لم ألاحظ غيري يحاول القيام بعمل فبادرت وتقدمت بنفسي ولست نادمة بل أحس بارتياح كبير... وأضافت: «أعتبر ما قمت به واجبا نحو بلادي ووطني وراضية الضمير وافتخر كل الافتخار بذلك...خاصة وأنه جاء في اليوم الذي يحتفل فيه العالم بعيد المرأة». وقد علمنا أن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي سيستقبل البطلة خولة يوم 12 مارس الجاري وقد يكون ذلك صحبة والديها. المنصف الشريف