نظم مؤخرا المركز الجهوي للبحوث الفلاحية بسيدي بوزيد بالتعاون مع شركة التعاون الاقتصادي سوكوباك والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالجهة يوما تكوينيا إقليميا بمشاركة ولايات قفصة، القيروان، القصرين وسيدي بوزيد حول التقنيات الرشيدة لإنتاج العنب والخوخ. وواكب فعاليات هذا اليوم عدد من الفلاحين والمستثمرين والخبراء والمهندسين. التي انقسمت إلى حصتين الأولى صباحية تضمنت مداخلة أولى قدمها السيد علي المباركي عن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد حول «قطاع العنب والخوخ بإقليم الوسط الغربي : الواقع والآفاق» تلتها مداخلة ثانية قدمها الدكتور منير بن خليفة عن شركة سوكوباك حول «الامراض التي تصيب العنب وطرق المكافحة» فيما حملت المداخلة الثالثة عنوان «أهم الحشرات التي تصيب العنب والخوخ وسبل المقاومة» قدمها الدكتور رسمي سلطاني عن المركز الجهوي للبحوث الفلاحية بسيدي بوزيد.
وفي الحصة المسائية تطرق الدكتور مهدي بن ميمون عن المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس الى «التقنيات الزراعية لانتاج الخوخ» وحاضر بعده الدكتور محمد غراب عن معهد الزيتونة حول «تسيير الري بحقول الخوخ» واختتم هذا اليوم التكويني بمداخلة حول «التعريف بأهم الأمراض التي تصيب الخوخ وطرق مكافحتها» قدمها الدكتور خالد الجيبار عن المركز الجهوي للبحوث الفلاحية بسيدي بوزيد.
وللإشارة فإن النقاش قد تمحور حول إمكانية توفير وثائق لتخزين هذه المعلومات التي وصفت بالقيمة والمهمة وطالب الحضور بضرورة التكثيف من مثل هذه اللقاءات التكوينية ولما لا يتم إلحاقها بزيارات ميدانية لتشخيص ومعاينة جملة الصعوبات والعراقيل التي يعاني منها الفلاح داخل ضيعته.
«الكرنغال» مرض يربك الفلاحين
خلال فترة الاستراحة في اليوم التكويني الإقليمي حول التقنيات الرشيدة لإنتاج العنب والخوخ التقت الشروق بعدد من الفلاحين الذين عبروا عن انزعاجهم وخوفهم من عدة أمراض يتعرض لها القطاع وخاصة منها المرض الحديث الذي يعرف ب « الكرنغال»
سامي مسعودي (مدير شركة نور الفجر بالرقاب) بين ان شركته تعنى بغراسة الاشجار المثمرة والخضر ولديهم الآن علاوة على اشجار الخوخ 4 هك من العنب بها حوالي 6200 عود تعرض منها الى حد الآن ما يزيد عن1500 شجرة الى مرض «الكرنغال». هذا المرض يعتبر حديثا وخطيرا نظرا لانه معد ويسري بسرعة ولاخيار لنا سوى اقتلاع الاشجار المريضة وحرقها وأنا الى حد الآن لازلت في انتظار ان تتم معاينة الاضرار من قبل الجهات المعنية والمختصة حتى نقوم بعملية اقتلاع الاشجار وحرقها علما وان هذا المرض وحسب الخبراء والفنيين يأتي مصاحبا لمشاتل العنب ومن جانبنا نطالب بالتعويضات اللازمة لاننا اقتنينا تلك المشاتل عن طريق شركات معترف بها وتنشط تحت المراقبة.
من جانبه عبر لنا السيد عبد الرزاق الرقيق (فلاح) عن انزعاجه وتخوفه مثله مثل بقية الفلاحين من خطورة هذا المرض وبين ان هناك حوالي 6 أو7 ضيعات عنب بجهة الرقاب تعرضت لمرض « الكرنغال» هذا المرض جديد ولا وجود الى حد الآن الى الادوية القادرة على مجابهته سوى اقتلاع الشجرة المريضة وحرقها واضاف الرقيق مبينا ان العديد من المشاتل القادمة من خارج البلاد غير مراقبة وعليه فلا بد من وقفة حازمة ومراقبة صارمة من قبل الجهات المعنية والمختصة على مثل تلك المشاتل وايضا بعض الانواع من الادوية الفلاحية المحرمة خارج الوطن لكنها متداولة بالداخل. اما الدكتور منير بن خليفة ( عن شركة سوكوباك) فقد اوضح بان هنالك العديد من الامراض الفطرية التي تتسبب في مشاكل كبيرة على المستوى الوطني وخاصة في مزارع الكروم ولا بد من الاعتماد على الطرق العلمية في معالجة تلك الامراض مع مراعاة المواد المرخص فيها من قبل وزارة الفلاحة والادارات المختصة علما وان هذه الجهات تتدخل كلما سجلت تواجد بعض الادوية الممنوعة الاستعمال.
واضاف بن خليفة مبينا انهم من جانبهم يسعون دوما لارشاد الفلاح كي لا يستعمل غير الادوية ذات الصلوحية والمصادق عليها من قبل الوزارة. أما وعن مرض «الكرنغال» فقد وصفه بالخطير لكونه معد وسريع الانتشار ويؤدي الى موت الشجرة وهو قادم مع المشاتل في حد ذاتها وختم بن خليفة متوجها بالنداء الى الفلاحين على ضرورة التأكد من مصادر تلك المشاتل قبل اقتنائها.