عقدت مؤخرا «جمعية الكلمة الطيبة» بدار الثقافة الشيخ إدريس بولاية بنزرت لقاء فكريا حول «العنف عند الشباب دوافعه وسبل الحد منه «قدمه الدكتور جابر القفصي» الذي توقف عند رمزية انتشار العنف عند الشباب لاسيما في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي . في مستهل هذه الندوة التي شهدت حضورا ملفتا لعدد من ممثلي حركة النهضة ببنزرت أفاد المحاضر ان العنف في مفهومه الشامل يؤشر إلى حالة من عدم احترام للأخر المختلف وهوبالتالي سلوك غير ديمقراطي ولكنه مع هذا يظل كونيا وإنسانيا .حيث أضاف أنه في التعريف السيكولوجي للعنف يعد ظاهرة صحية في كل المجتمعات وعبر التاريخ . وفي تجليات العنف عند الشباب اليوم توقف الدكتور «جابر القفصي» عند خلفيات انتشاره كثقافة للأسف الشديد من حيث عنف لفظي ومادي إثباتا لمعاني الرجولة ومفهوم البطولة في المجتمع .
وقد شدد المحاضر على استفحال ظاهرة العنف لاسيما في الوسط الدراسي من التعليم الثانوي والإعدادي معتبرا أن من العوامل المؤدية لهذه الوضعية تجرد العائلة من مسؤولياتها إضافة إلى طبيعة المنظومة العقابية الإصلاحية وتردي دور المنظومة التربوية. وقد أفاد في ذات السياق ان التحول في رمزية الحياة من البساطة إلى التعقيد ولمركز الشاب من العائلة التقليدية إلى الأسرة المعاصرة غذى من أزمة القيم كما أثبت ذلك علماء الانثربولوجيا ولاحظ المحاضر ان تزايد ظواهر اجتماعية جديدة من قبيل «الانتحار» و«تعاطي المخدرات» و«الكحول» تشكل دلالا ت على الشعور بالفشل وبحث عن ملجإ للهروب من الواقع وعدم الرضا وهي خاصية تتجلى مع فترة المراهقة . كما أضاف أن أزمة القيم تبرز بوضوح مع تنامي الفردانية والبحث عن نمط «الحياة الهوليودية» والخصوصية لاسيما لدى الشباب .
الآليات الضرورية لوقف ما تم تسميته بمنسوب العنف ما بعد الثورة لاسيما في صفوف الشباب ورمزية قيمة الحرية بعيدا عن الفوضى واتخاذ العنف وسيلة من قبل البعض من الأطراف السلفية لبسط الشريعة كمصدر لكتابة الدستور والعنف الملاحظ بالمساجد خلال الفترة الأخيرة مثلت من ابرز المواضيع التي ألقت بظلالها على النقاش. حيث اعتبر السيد «جابر القفصي» أن لا حل سحري للمسألة على اعتبارها قضية مفتوحة للنقاش. وأضاف في ذات السياق أن دور المدرسة هنا هام جدا خاصة وأنها لم تنتج إلى حد الآن فهما للواقع المعاصر انطلاقا مما تقدم من برامج للناشئة