ما تزال قضية الشيخ الملقب «بشيخ شارل نيكول» أو السجين المجهول لم تبح بكل أسرارها اعتبارا لكون الجثة لم تدفن إلى اليوم رغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على وفاة صاحبها وثانيا وهذا الأهم لم يقع إلى اليوم إجراء التحليل الجيني للجثة ورفع بصماتها.
وكانت «الشروق» تابعت منذ البداية حكاية المريض الذي قال ملفه الطبي إنه من مواليد 1961 واسمه عبد الله السبوعي وإنه سجين تحت رقم EC3966. وجاء في ملفه الصحي أنه دخل مستشفى الرابطة منذ 27 جويلية وحسب رسالة طبيبة السجن التي أكدت أن حالته تعكرت فجأة فاحتفظ به هناك حيث أثبتت التحاليل والصور أنه مصاب بمرض نادر هو عبارة (عن جرثومة تصيب غشاء المخ) التهاب في المخ وبعد مدة تمت إعادته إلى السجن ومن ثم أعيد نقله إلى استعجالي شارل نيكول غير مرفوق بملفه الصحي مما اضطرهم إلى إعادة إجراء التحاليل وذلك يوم 13 أوت وبعد أن تداولت المواقع الاجتماعية صوره التي أكدت ابقاءه مكبلا تم نقل المريض إلى غرفة العناية المركزة بقسم الانعاش والتخدير حيث توجهت «الشروق» على عين المكان ووجدت عون حراسة مسلح على عين المكان. وكان المستشفى أعلن أن المرض نادر للسجين وأنه لا يمكن أن يؤدي به إلى الشفاء كما لا يمكن إعادته إلى السجن.
وأشارت منظمة «حرية وانصاف» مؤخرا في ندوتها الصحفية أن الشيخ ليس عبد الله السباعي (50عاما) بل هو الشيخ أحمد بالأزرق اليوسفي. وبمزيد محاولة التثبت في مآل المريض الذي تركناه قبل أشهر في غرفة العناية المركزة اتضح أنه ميت منذ شهر سبتمبر 2011 وأنه لم يتقدم أي كان لدفنه وما يزال إلى اللحظة محتفظا بجثته داخل احدى غرف التبريد المخصصة للإحتفاظ بالجثث.
ويبقى السؤال الأهم لماذا لم يدفن السجين إلى اليوم؟ ولماذا لم يقع رفع بصماته وإجراء التحاليل الجينية لوضع حد لكل الملابسات إذا أن التحاليل والبصمات وحدها كافية لتقدم هوية المتوفى إذا كان عبد الله السباعي أو أحمد بالأزرق خاصة قبل أن يقع دفن الجثة بعد نشر هذا المقال. وعلمت «الشروق» ان حاكم التحقيق بمحكمة تونس الابتدائية اذن بتشريح جثة المتوفى واجراء التحاليل الجينية (ADN) لإثبات ماإذا كان عبد الله السباعي أو أحمد بالأزرق اليوسفي.