تجمهر المئات من المواطنين صباح أمس الأحد أمام المسرح البلدي بصفاقس، ومنعوا انعقاد اجتماع للحزب الوطني التونسي بمناسبة ذكرى الشهداء رافعين لافتات وشعارات تنادي بسقوط حزب الدستور، وبطرد التجمعيين والبورقيبيين، مردّدين النشيد الوطني الرسمي. المحتجّون توافدوا أمام مبنى المسرح البلدي منذ الساعة الثامنة والنصف تقريبا ليزداد عددهم تدريجيا كلما اقترب موعد انعقاد اجتماع الحزب الوطني التونسي المبرمج على الساعة العاشرة صباحا، ليسدّوا كل المنافذ المؤدية الى باب المسرح الرئيسي رافعين عدة شعارات من بينها «يا تجمع لن تعود بغطاء البورقيبية»، و»التجمع والبورقيبية وجهان لعملة واحدة»، و»يا أزلام يا أغبياء التجمع انتهى»، و»وحدة شعبية ضد البورقيبية». كما تناول الكلمة عبر مضخمات الصوت عدد من المحتجين أوضحوا فيها أسباب اقدامهم على منع الاجتماع والتي أرجعوها الى رفضهم المطلق لعودة التجمعيين عبر بوابة «البورقيبية»، ومبادرة الباجي قائد السبسي الأخيرة، مضيفين أن من كبت وقمع الحريات، وسجن المناضلين، ويتّم أبناءهم، وتورط في الفساد لن يكون جزاؤه بعد ثورة الحرية والكرامة الا الطرد والمنع حماية للمسار الديمقراطي بالبلاد. وأمام استحالة تنظيم الاجتماع، وبعد أن قام المحتجون بطرد وتعنيف كل من يقترب من مبنى المسرح من أعضاء أوأنصار الحزب الوطني التونسي، لترتفع درجة التوتر الى حد الاعتداء وابعاد فريق قناة «نسمة» التلفزيونية، ومنعه من تغطية الحدث، فقد احتمى قادة الحزب الوطني التونسي بنزل «الزيتونة»، غير أن توجه المئات من المحتجين الى النزل رافعين شعار «ديقاج» في وجوههم أجبرهم على طلب الحماية الأمنية، لتحلّ على عين المكان وحدات الأمن الوطني التي تكفلت ب»تهريب» رئيس الحزب الوطني التونسي فوزي اللومي وسط احتجاجات عنيفة سرعان ما هدأت وتيرتها في ما بعد. ومن جهة أخرى قال المنسق الجهوي للحزب الوطني التونسي أنور القرمازي «ان الاجتماع المبرمج بمناسبة ذكرى الشهداء كان من المفترض أن يحضره السادة فوزي اللومي والصحبي البصلي ومصطفى المصمودي وامحمد شاكر اضافة الى عدد من اطارات وكوادر الحزب من القيروان وسوسة وغيرها من الجهات أردناه أن يكون فاتحة نشاطنا في مدينة صفاقس، الا أننا فوجئنا بمنعنا من قبل المحتجين بالقوة في هذه المرحلة الجديدة التي كنا نعتقد أن البلاد تشهد فيها انفتاحا ديمقراطيا غير مسبوق في اطار التعايش السلمي والتعامل الحضاري بين الفرقاء والخصوم السياسيين».