توصل مجلس الأمن الدولي إلى توافق بين أعضائه الخمسة عشر على قرار داع لنشر بعثة المراقبين الدوليين لرصد وقف القتال في سوريا فيما دعت موسكو كافة الأطراف إلى الالتزام بخطة عنان التي نعتها أنقرة في سياق تحضيرها لسيناريوهات ما بعد «عنان». وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن مجلس الأمن الدولي اتفق عمليا على مشروع قرار بشأن إيفاد أول مجموعة من المراقبين التابعين للامم المتحدة إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار في هذا البلاد. وصوت مجلس الأمن بالإجماع مساء أمس على مشروع قرار لنشر بعثة المراقبين الدوليين في سوريا أسف روسي وأعربت موسكو عن أسفها لأن الأمانة العامة لهيئة الأممالمتحدة وجدت نفسها عاجزة على مدى وقت طويل عن إنجاز المشاورات بهذا الشأن مع السلطة السورية. وأشارت إلى أنه من الضروري بدء محادثات بين هيئة الأممالمتحدة والسلطات السورية فوراً، وإيفاد فريق خبراء إلى سوريا لانجاز تلك العملية. حيث تتسم هذه المسألة بطابع عاجل بالفعل ...وننتظر أيضا أن يقدم الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة إلى مجلس الأمن الدولي اقتراحات خاصة بتفعيل عملية وجود المراقبين الأمميين الدائمين، وذلك بعد إجراء مشاورات مع الحكومة السورية». وقالت الخارجية الروسية في بيانها: «هناك أمر آخر يثير قلقنا، متمثل في التصريحات المتشائمة التي ترد من بعض العواصم وتفيد بحتمية إخفاق مهمة كوفي عنان وجهوده الديبلوماسية الهادفة إلى تحقيق استقرار الوضع وبدء العملية السياسية في سوريا. ولا تساعد تصريحات كهذه في تطبيق خطة المبعوث الخاص وجهود البلدان المعنية الرامية إلى تفعيل الحوار بمشاركة كل القوى السياسية. وبالإضافة إلى ذلك تدفع تلك التصريحات المعارضة إلى مواصلة الصراع المسلح الذي يؤدي الى قتل الناس وإلحاق ضرر بالبنية التحتية في سوريا». وأشارت الخارجية الروسية إلى أن إرهابيين قتلوا أول أمس الجمعة ضابطاً في الجيش السوري في مدينة حماه وقاموا بتفجير عبوات ناسفة في طريق سير دورية عسكرية، وذكرت «أن مدن سورية أخرى شهدت اعتداءات مماثلة قامت بها بعض الفصائل المعارضة». وأكدت الخارجية الروسية على ضرورة أن تتخلى كل الأطراف السورية، بما فيها المعارضة المسلحة، عن العنف وأن تلتزم بخطة كوفي عنان بشكل صارم، وأن تباشر بتنظيم مفاوضات واسعة. ولدت ميتة ويبدو أن بيان الخارجية الروسية جاء في أحد مفاصله كرد صارم وقاطع عن التصريحات التركية التي ساقها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان حول ورقة عنان حيث اعتبر أنها ولدت ميتة . وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أنه ليس على قناعة بأن خطة عنان ستنفذ فليس من شيء من ذلك يحدث إلى حتى الآن. وتابع : وفق «خطة الطريق» الخاصة بتركيا، لا يكفي سحب الدبابات السورية من المدن وتمركزها في الأرياف بل يجب «عودة الدبابات إلى الثكنات». ودعا إلى «إجراء انتخابات نيابية واحترام نتائجها كائنا من يخرج من صناديق الاقتراع. ولتحترم إرادة الشعب. هذا جوهر القضية». وفي سياق متصل , أوردت مصادر إعلامية مطلعة أن الاجتماع التركي السعودي الذي عقد الليلة قبل الماضية بين رجب طيب أردوغان والملك عبد الله بن عبد العزيز تمحور بالأساس حول المسألة السورية وحول تنسيق المواقف الثنائية . إلا أن ذات الجهات المطلعة أكدت أن جزءا من المحاورات انصبت حول ما بعد خطة عنان والخطوات المزمع اتخاذها في حال فشل أو إفشال خارطة الطريق الأممية . ويرى مراقبون أن تركيا لن ترحب مهما كانت الوقائع على الأرض بخطة عنان وبقدرتها على إخراج سوريا من المأزق الحالي إذ أنها , أي الخطة , لا تؤدي لتنحي الأسد بل على العكس من ذلك ترى فيه جزءا من الحل ومكونا من مكونات سوريا المستقبل .