ارتفع سهم الخضر والغلال في بورصة سوق الأحد ارتفاعا صارخا وحسب آخر الاخبار المتواترة بالسوق فإن بعض المواد حققت أرقاما قياسية في غياب الرقابة الاقتصادية وهو رقم مفزع فعلا. تمحور الاهتمام المشترك لرواد سوق الأحد حول ارتفاع اسعار المواد المعروضة في السوق ومن عادة الاهالي بهذه المنطقة اعتماد التهكم والسخرية والنكتة في تناول ما لا يعجبهم بطرق مضحكة فيها التعاليق والنكات حول غلاء الاسعار ففي حين تسمع الكبار في السن يعلقون على الامر بانه من علامات «أواخر الدنيا» تجد الشباب يرتبون الخضر والغلال كل اسبوع حسب ارتفاع اسعارها تماما كفرق كرة القدم او كنجوم لعبة التنس.
كما أن هناك من يتندر بمختلف أصناف الخضر واصفا البصل مثلا بسي البصل الذي افتك المرتبة الاولى من سي الثوم او ان العلوش مصاب هذا الاسبوع ولذلك قد تغيب عن سباق التنافس حول الأرقام القياسية او قول اخر ان انتدابات جديدة فد حصلت في تشكيلة الغلال تحطمت فيها قيمة العقود مثل انتداب «الفراز» بدينارين للرطل ولكن مفاجاة الموسم كما علق بعضهم خلال يوم الاحد الفارط هو تسجيل العنب لرقم قياسي تاريخي في سعره اذ عرض العنب عند بعض باعة السوق باثني عشر دينارا مما شكل حدثا استثنائيا حقيقيا بالمنطقة اذ ما مررنا بركن من اركان المنطقة يوم الاحد الفارط الا ووجدنا الناس يتحدثون عن سعر هذا الكائن الغريب الذي ظهر للناس فضائيا وكانهم لم يلتقوه او يتذوقوه ابدا ولم نخاطب بالجهة أحدا يومها الا ودعانا الى الاسراع بتغطية الحدث وبنشر تفاصيله واسباب وقوعه ولذلك سارعنا الى مكان الواقعة مجهزين بالة التصوير لتوثيق الحادثة وكنا نطمع في الفوز بتصريح من بائع هذه المادة الغريبة في سعرها ولكننا فوجئنا بمجرد ان هممنا بالتقاط الصورة الاولى بعارض هذه البضاعة بتصديه لنا ومنعنا من التصوير وكاننا حاولنا تصوير منشاة عسكرية او سر من اسرار الدولة اذ رغم استظهاري ببطاقة صحفية فان صاحب النصبة وبعض انصاره اصروا على منع التصوير متعللين بان النصبة ملك شخصي لصاحبها حق منع تصويرها وقد كان لهم ذلك في ظل غياب السلط القادرة على تنظيم الشان العام بالجهة خاصة وان مركز الأمن الوحيد بالمعتمدية قد اغلق منذ الثورة الى يوم الناس هذا بدون رجعة ليترك المجال مفتوحا لانفلات الاسعار ولغيره وقد يعتقد بعضهم ان صمت الاهالي وطريقة تعبيرهم المرحة على ما يلحقهم من اذى دليل على عجز او رضا ولكن التاريخ يعلمنا بخلاف ذلك فسوق الاحد هذه التي كانت دائما تظهر غير معنية وساخرة بما يدور حولها لكنها هي التي بادرت سنة 1984 بتفجير الشرارة الاولى وطنيا لانتفاضة الخبز.