قلت لمفسر الأحلام فسّر لي أحلامي رأيت في المنام «عزوزة هاززها واد وتقول العام صابة يا بابا» ومن حولها «الدجاح لسود فرحا مسرورا وهي تطمئن كل دجاجة بالقول «استني يا دجاجة حتى يجيك القمح من باجة»
ورأيت على حافة الوادي الفائض أكثر من «عريان وفي صبعو خاتم» حافيا يطلب «الكلاسط» قبل «الصباط» ورأيت في نفس الوقت «ززّار يعظّم على مراقزي» يلعب ب«المصارن» الفارغة. ورأيت فيما رأيت أطول الناس عنقا ويدين على حافة الوادي يغطي عين الشمس بالغربال في انتظار غربلة دقيق الصابة. ورأيت أكثر من «رقعة» مفروشة وفوقها الرحى تدور على قلبها وسمعت جعجعة ولم أر طحينا. ولكني رأيت «السداري» وسمعت خوار البقر الحلوب والعجول المعدة ل«التعشعيش» فرحا ب«النخّالة». ورأيت أكثر من عطشان ضمآن تحجر ريقه ووصل الى الوادي ولم يشرب ورأيت شيخ القبيلة راكبا على «فركة» وهو يتقبل التهاني بالقول «مبروك الحصان». وسمعت من يحاحي «الزرزور» ويترك «الترد» يأكل ويفسد ما لا يأكله من الصابة.. يا بابا. ورأيت فيما رأيت يا مفسّر الأحلام على حافة الوادي زوجة الأعمى تكحل وتسوك وتحمر خديها والشفتين ولا أحد سألها «لشكون تزين يا مرت لعمى». ورأيت يا سيدي سوقا للعبيد البيض والسمر، وسمعت المنادي ينادي: «لا تشتر العبد إلا والعصا معه» و«الماطراك» و«الاكريموجان» احتياطا وإن لفي بني قومك «زلاليط». وسمعت الجمع على حافة الوادي يودعون العجوز التي تجرفها الأوحال وهم يرددون «في لمان وبالسلامة» سألت الى أين؟ قالوا الى بر الأمان وشاطئ السلامة، انتهى الكوشمار.
يا سيدي ففسرلي «كوشماري» فأجابني لم تكن لا نائما ولا حالما بما ذكرت. وإنما كنت في اليقظة. فكرت قليلا وسرعان ما أدركت أن الرجل على حق لقد كنت أتابع نقلا مباشرا من المجلس التأسيسي عبر الشاشة.