يتواصل إضراب أبناء الحوض المنجمي أمام مقر وزارة التشغيل منذ أكثر من خمسة عشر يوما إضراب تصاعدت فيه اللهجة إلى درجة التهديد بإضراب جوع ورفع المشانق الجماعية اليوم !!
«الشروق» التقت عددا من المعتصمين لمعرفة مطالبهم وأسباب التهديد وحقيقة الاتهامات الموجهة بتسييس قضية انتدابات شركة فسفاط قفصة...كما اتصلت بمصادر من وزارة التشغيل لمعرفة حقيقة التفاعل مع مطالب المعتصمين الذين مازالوا يتوافدون من الرديف وأم العرائس والمتلوي والمظيلة ومن ولاية قفصة عموما. توجهنا أمس نحو مكان اعتصام أهالي الحوض المنجمي وقفصة ...خيام منتصبة أمام وزارة التشغيل...وسائد ومناضد وزرابي يفترشها المعتصمون على أرصفة الطريق المقابل لوزارة التشغيل.
اجتمع حولنا العشرات من المعتصمين الكل يتحدث بصوت واحد...الكل غاضب ويطالب وغير راض...أما آخر ما توصل إليه المعتصمون فهو تهديد بأن ينصبوا اليوم مشانق جماعية قد تكون مجرد رموز وقد يمر الأمر إلى تطبيق انتحاري كما هدد البعض! رفعت فوق الخيام المنتصبة شعارات عديدة مثل «واقفون...صامدون حتى يرجع الناجحون» ولا مساومة لا تفاوض على النتائج»... حاولنا الاقتراب من أصوات المعتصمين
بداية الحديث كانت مع عبد اللطيف الزغل (من أم العرائس) الذي قال إن الاعتصام قد تصاعد منذ 15 يوما لكن هناك من قدم منذ شهر وقال إن مطالب المعتصمين عديدة فهناك بين المعتصمين من خرج اسمه ضمن قائمة الناجحين يوم 23 نوفمبر ثم تم رفض عملية انتدابه...وهناك المعترضون من الحالات الاجتماعية وهم ممن لم تصدر أسماؤهم لا في القائمة الأولى ولا في القائمة الثانية.
وقال عبد اللطيف «لدينا حق شرعي وقانوني في العمل...لقد صدرت أسماؤنا بالقائمة الرسمية...والعودة إلى العمل حق شرعي بعد 6 أشهر عشناها مع أحلام الاستقرار والعمل».
وتبخرت الأحلام
أوجاع بعض المعتصمين الذين التقيناهم ليست مجرد أوجاع عاطل عن العمل بل هي أوجاع من عاش على حلم الاستقرار وذاق طعم الأمل ثم تم افتكاك أمله وحلمه. هذا ما أكده لنا كل من محمد بن يونس السعيدي وفاروق تلّي من أم العرائس وقال محمد بن يونس إنه من القائمة التي صدرت أسماؤها ضمن الناجحين...وأن حالتهم تختلف عن حالة المعتصمين من الرديف فأسماؤهم صدرت ضمن قائمة رسمية لا أولية ويقول فاوق أنه من الحالات الاجتماعية لكن اسمه لم يصدر بالقائمة الأولى ولا بالقائمة الثانية.
أما سيف الدين الرخباوي فتحدث عن مطالب أهالي المظيلة الذين لديهم نفس المطالب مع معتصمي أم العرائس وقال محسن بن مصباح السعي (أم العرائس) إن المعتصمين ينتظرون قرار وزير التشغيل وإلا فإنه ورفاقه سيدخلون في إضراب جوع...فيما اعتبر سيف الدين المقدمي أنه لا وجود لتفاعل مع الوزارة بل هناك «حقرة» وتهميش لمطالبهم وتحدّث الينا المعتصمون عن مطالبهم وأسئلتهم قائلين انهم لم يفكروا في البداية في القيام باعتصام وقاموا بمجرد الاستفسار وطلب الحوار لكن تم رفض مطالبهم والاجابة عن اسباب إلغاء قائمة الناجحين.
ويقول المعتصمون ان اجابة الوزير كانت بأن الإلغاء كان تحت ضغط الشارع... ويقول سيف الدين وكأن الوزير يريدنا أن نضغط من جديد ونحرق البلاد كي يعيدنا... لذا عادوا وقرروا الاعتصام. المعتصون يقولون انهم أكثر من 300 شخص والأعداد تتزايد... هم من أم العرائسوالمظيلة والرديف والمتلوي.
خطوبة وسياسة
مأساة بعض المعتصمين كما تحدثوا هو ان بعضهم بنى احلاما على قائمة النجاح... منهم من قام بالخطوبة ومنهم من تزوّج.. لكن أحلامهم هُدمت!! ويقول محمد عمران إنه قام بخطوبة بعد صدور اسمه ضمن قائمة الناجحين لكن ومن دون سابق انذار تم إلغاء القائمة بعد ستة أشهر في الوقت الذي كان ينتظر فيه قرار الانتداب.. وبإلغاء القائمة انتهت أحلام الخطوبة والزواج.
وتحدث نبيل عكرمي عن مطلب العودة الى العمل وأن العمل في شركة فسفاط قفصة التي تعتبر ثروة وطنية هو حق طبيعي ونفى المعتصمون ما تم اتهام المعتصمين به من جهوية ورفضهم لعمل غيرهم بالشركة فشركة فسفاط قفصة هي ملك الجميع وعلى كل من له حق ان يأخذ حقه.
أما فاروق فنفى الاتهامات الموجهة للمعتصمين ب «تسييس» المطالب وأن هناك أحزابا سياسية تعمل على تحريض المعتصمين وأبناء الحوض المنجمي.. المعتصمون أمس أشاروا ل «الشروق» بتهديد أهالي الرديف بالقيام بعصيان مدني.. كما أشاروا لنا وأبرزوا حبالا في أشكال مشانق هددوا برفعها اليوم في حركة تعبّر عن قلقهم وانكسارهم ونفاذ صبرهم. كما اشاروا الى الشلل الذي تعيشه منطقة الحوض المنجمي وتوقف عجلة انتاج الفسفاط.
اتحاد المعطلين
بين المعتصمين تحدث الينا سالم العياري رئيس اتحاد المعطلين عن العمل الذي قال إن الاعتصام يستند الى وجود خلل قانوني بعد صدور نتائج مناظرة في 23 نوفمبر 2011 من الحكومة السابقة واستعمال مقاييس غير واضحة وتلاعب بمعطيات شخصية وتغيّر المقاييس.
وأضاف بأن على الحكومة ارجاع الناجحين وأن على الشركة انتداب عدد أكبر من الناجحين فالرقم ضعيف... وقال إنه من المفروض تخصيص حصتين من الانتدابات لا حصة واحدة وبعث سالم برسالة الى الحكومة مفادها بأن على الحكومة التعامل مع ملف الحوض المنجمي ليس بالقوة وإنما بلغة الحوار.