يحظى النقل الريفي في مدينة سيدي بوزيد بأهمية كبيرة لدى المواطن بالنظر الى طبيعة الجهة الريفية وكذلك لافتقادها الى حافلات داخلية تربط بين القرى والمعتمديات باستمرار ولصعوبة التنقل نحو الأرياف المجاورة للمدينة.. ومع ذلك فالقطاع لا يفي بالحاجة وبعض المحطات وخاصة منها التابعة للجهة الشرقية تقفر حتى قبل انقضاء التوقيت الإداري وهو ما يشكل مشكلة عويصة للمواطنين. لكن الأسوأ من كل هذا وضعية محطات هذا القطاع وخصوصا في المحطات التابعة لسيدي بوزيدالشرقية... فهذه المحطات تقع في أماكن شبه مهملة وفي أطراف المدينة وقد لا تكون أمنة ومريحة في بعض الأوقات وزيادة على ذلك فهي غير مهيئة ولا تليق بالمواطن الكريم ولا توفر له الراحة مطلقا فيكون انتظاره في ظروف صعبة وعويصة... فهذا المواطن المجبر على الانتظار لساعات أحيانا كثيرة يضطر للوقوف بحكم عدم توفر مقاعد كما في كل أنواع المحطات ويقبع أمام ظروف طبيعية منهكة وخصوصا في فترة الصيف حيث يكتوي حرفاء النقل الريفي بنار«الشهيلي» انتظارا لانطلاق السفرة وقد كان هذا الأمر بارزا خصوصا في السنوات الأخيرة التي اعتدنا فيها على موجات شديدة من الحر وقد بدأ هذا الهاجس يعود هذه الايام مع بداية ارتفاع الحرارة.
ومن الظواهر الأخرى المريبة في هذه المحطات إهمال نظافتها فبعضها تستنشق وأنت تنظر فيه روائح الحاجة البشرية وتشاهد بقايا الزجاج والقوارير وفي البعض الأخر ترى كدس القمامة مثلما رصدنا ذلك في جولة بين محطات المدينة في قسمها الشرقي.
هذا الاهمال المتواصل لهذه المحطات هو من مخلفات العقليات التنموية السابقة التي اتجهت إلى احتقار الريفيين وتجاهلهم وهو ما أفضى إلى اسقاط حقهم في محطات نقل لائقة ومريحة ووسائل نقل متنوعة فمتى يتم التحرك للاهتمام بهذه المحطات التي تملك خصوصية في هذه المدينة ويتحرك عبرها المئات من المواطنين باعتبار الطابع الريفي للجهة؟