يعتبر قطاع الصناعات التقليدية من أكبر القطاعات الموجودة بولاية الكاف، وأكثرها تشغيلا لليد العاملة وخاصة من النساء حيث تكتنز الجهة مخزونا تراثيا هاما غير ان صعوبات القطاع تزداد يوما بعد يوم وصل حد تهديد بعض المشاريع بالغلق. يقول السيد «مبروك المدوري» المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بالكاف» دورنا هو الاحاطة والمساعدة الفنية للحرفيين والحرفيات خاصة في قطاع النسيج الذي اشتهرت به ولاية الكاف . وقد شاركنا في صالون « الابتكار للصناعات التقليدية « الذي أقيم هذه السنة بتونس ، ب 16 حرفي وحرفية ، وتميزت مشاركتنا بالنسيج ( القشابية –الكليم – البطانية التي وجدت اقبالا كبيرا خاصة بطانية الأطفال ) . وقد شارك معنا 3 باعثات ( بالخزف، والنسيج ، والتحف، والهدايا ). ونحن نسعى لتمكين إحداهن من المشاركة بالصالون الدولي للصناعات التقليدية الذي سيقام هذه السنة بألمانيا . كما قمنا بالتعويض لكل الحرفيين الذين تضررت محلاتهم خلال الانفلات الأمني الذي وقع مع بداية الثورة . وتم صرف قرابة 70 ألف دينار لهم . ونسعى الآن ، وهذا اقتراحنا للحكومة الجديدة بضرورة بعث «مصرف جهوي للصناعات التقليدية»، يكون دوره توفير المواد الأولية وترويج المنتوج . حتى يتفرغ الحرفي للإنتاج فقط وبذلك نبتعد عن دورنا التقليدي الذي انحصر في الاحاطة بالنصح والإرشاد ولكن هذا يتطلب قرارا سياسيا. كما سنقوم بعد شهر بدورات تكوينية في «الترقية المهنية» بالتعاون مع وزارة التكوين المهني والتشغيل . سيكون عددها 6 دورات ل 200 حرفي وحرفية . وتبقى أمام الحرفيات والحرفيين بالكاف صعوبة الترويج بسبب غياب مؤسسات كبرى تعنى بالتسويق الداخلي والخارجي . وقد حاولنا بمجهودنا الخاص ربط الصلة بين بعض التجار وبعض الحرفيين ، وهناك البعض منهم لهم عروض طلبات لمدة سنة مقبلة . أما ما قيل أن موقع «القرية الحرفية»لا يساعد على الترويج فهذا كلام مردود على أصحابه لان القرية الحرفية وقع اختيار مكانها بقرار جماعي. شارك فيه الحرفيون، والسلط الجهوية، وخبراء من الوزارة ، وجمعية صيانة مدينة الكاف، وقمنا بيوم دراسي في الغرض. فإشكال الترويح هي معضلة حقيقية بولاية الكاف ولكن على الحرفي أن يحاول الوصول إلى السائح للتعريف بمنتوجه كما يقع بأماكن أخرى . وعلى المندوبية الجهوية السياحية أن تتدخل للتعريف أيضا بمنتوجات الكاف ، وتنظيم رحلات سياحية لهذه المدينة . كما أننا في حاجة ماسة إلى «مركز للتكوين المهني في الصناعات التقليدية» لتوفير اليد العاملة ذات الكفاءة في هذا الميدان ، والتي نعاني من ندرتها في الوقت الحاضر.