بعد ان كانوا يقضون الساعات الطوال ينتظرون اذن السجان لزيارة اهاليهم القابعين داخل زنزانات برج الرومي «جرد» سابقا الناظور حاليا انفتحت صباح امس ابواب الناظور على مصراعيها ووجد الزائرون الاعوان في الابواب ماسكين في ايديهم الورود. انها صور الثورة. أشرف صباح أمس السيد نور الدين البحيري وزير العدل صحبة عدد من الحقوقيين والاعلاميين وعائلات مساجين سابقين في العهدين البورقيبي والنوفمبري على زيارة مفتوحة الى السجن المدني بالناظور حاليا برج الرومي سابقا تجول خلالها الزائرون عبر جل زنزاناته ونزلوا الى سردابه المظلم وكان لهم حوار مفتوح مع المساجين والاعوان. اليوسفيون في الموعد أول الوافدين على السجن كان عددا من قدماء المناضلين اليوسفيين الذين قضوا عددا من السنوات في جوفه وجلهم من الجنوب اضافة لافراد من عائلات معتقلين سابقين وشهداء الحركة اليوسفية وأفراد ممن عرفوا تاريخيا بالمؤامرة الانقلابية على بورقيبة حيث حضر المناضل علي بن سالم ومحمد الصالح البراطلي صحبة افراد من عائلته وعائلة ساسي بويحي وعائلة منصف الماطري وبشير الهمامي وزوجة حمادي قيزة ورشاء التونسي وعائلة علي القفصي وعائلة قدور بن يشرط وعائلة المرحوم احمد الرحموني وعائلة الهادي الصفراوي وعائلة الحشاني وعمار ضيف الله والبشير بوسفه وناصر اللافي والحسين العزعوزي وعلي بن سالم المحضاوي وعمارة ضيف الله . مجموعة آفاق والاسلاميين إضافة الى اليوسفيين ومجموعة المقاومة حضر عن مجموعة افاق الطاهر شقرون ومحمد صالح فليس وعن الاسلاميين حضر الصحبي عتيق والعجمي الوريمي. حقوقيون يواكبون الزيارة الزيارة شهدت حضور كل من راضية النصراوي عن جمعية مقاومة التعذيب وايمان الطريقي عن حرية وإنصاف وكلثوم كنو رئيسة جمعية القضاة ووزهير مخلوف وخالد بوجمعة وسعاد حجي ومحمد الهادي بن سعيد وممثلين عن المجلس الوطني للحريات وعدد من الحقوقيين وخالد الكريشي وعائشة الذوادي ولطفي زيتون الحضور المتنوع هذا علق عليه وزير العدل نورالدين البحيري بالقول ان هذا السجن وحد التونسيين اوبالاحرى ان المناضلين التونسيين بمختلف تياراتهم والوانهم واتجاهاتهم كانوا سواسية امام الة القمع التي ذهبت اليوم وبقيت اسوار برج الرومي شاهدة عليها. الاطفال في الموعد عدد من العائلات اصروا على اصطحاب اطفالهم معهم حيث تجولوا داخل السجن وسلموا الورود للمساجين ,صور ستبقى عالقة في أذهانهم لسنوات وسيكونون عليها شهداء في قادم الاعوام. اليوم فتح ملف المرضى من جهة اخرى وعلى هامش الزيارة اكد لنا مدير عام السجون انه تم لحد الان احصاء عدد المساجين المرضى في مختلف السجون والذين يتجاوز عددهم ال64 اضافة لمن هم سنهم دون ال20 عاما وسيشرع في دراسة ملفاتهم بداية من اليوم الاثنين تمهيدا لتمتيعهم بالعفو المساجين يريدون العفو المساجين المقيمون بالسجن اغتنموا الزيارة لرفع مطالبهم للوزير ولمرافقيه ولممثلي الجمعيات الحقوقية حيث سلموهم ملفاتهم واسروا لهم بما اخفوه في صدورهم وطالبوا بالتمتع بالعفو مؤكدين انهم تابوا وطابوا على حد تعبير احدهم. أي مصير للسجن ؟ المعلوم ان وزير العدل اقترح غلق سجن الناظور وتحويله الى متحف للذاكرة الوطنية في هذا الصدد اكد لنا ان وزارة العدل ستنظم في قادم الايام ندوة موسعة ستدعوا لها مساجين سابقين وعائلات مناضلين وحقوقيين وحتى سجانين عملوا داخله وستتناول معهم موضوع هذا السجن وكيفية استغلاله مستقبلا. البنية التحتية في البال غلق سجن الناظور يطرح اكثر من سؤال حول اية وجهة للمساجين خاصة وان جل الوحدات السجنية تعرف اكتظاظا كبيرا وزادت ازمتها بعد احداث الثورة على غرار سجن برج الرومي الذي هدم نصفه وينتظر ترميمه وتهيئته حسب الشروط الحقوقية التي ترتقي بالمؤسسة العقابية وتجعلها قادرة على ضمان شرط الاصلاح قبل العقوبةتحقيق وصور مراد الدلاجي