مباشرة بعد وصوله مطار دمشق الدولي دعا رئيس المراقبين الأمميين كافة الأطراف السورية الى الالتزام بوقف اطلاق النار في سوريا فيما أوردت مصادر اعلامية لبنانية أن السفينة المحتجزة «لطف الله 2» تحتوي على أكثر من 150 طنا من السلاح الخفيف والمتوسط . أكدت صحيفتان سوريتان أمس ان تنظيم «القاعدة» دخل سوريا وبات «يقود الارهاب» الذي تنفذه مجموعات مسلحة بتمويل من دول عربية واحتضان من الغرب. «ودخلت القاعدة» وتحت عنوان «ودخلت القاعدة الى سوريا» كتبت صحيفة «تشرين» الحكومية في افتتاحيتها «لم تكن التفجيرات الارهابية الانتحارية التي تعرضت لها عدة مناطق سورية خلال الفترة الماضية أولى المؤشرات على دخول تنظيم القاعدة ميدان الأحداث في سوريا.. انما كانت في طريقة تنفيذها واختيارها للأهداف ترجمة فعلية مباشرة لوجود هذا التنظيم في البلاد». وذكرت صحيفة «الثورة» الرسمية من جهتها ان «التفجيرات الارهابية التي أدمت قلوب السوريين وأزهقت أرواح الأبرياء» من صنع «ارهابيي تنظيم» القاعدة. وأضافت ان تنظيم القاعدة هو «صاحب امتياز الاعمال الارهابية الشنيعة في العالم وفي سوريا» مشيرة الى ان «هذا الارهاب تدعمه وتموله دول غربية واقليمية وبعض العرب لافشال خطة المبعوث الاممي كوفي عنان». وكتبت الثورة ان «الاعتراف الامريكي الاخير بتقديم وسائل اتصال للارهابيين في سوريا دليل واضح على حالة التماهي بين التنظيمات الارهابية وعلى رأسها القاعدة. والولايات المتحدة وتوابعها الاوروبية وأدواتها الاقليمية والعربية وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر». ثكنة متحركة وفي سياق متصل بالمعارضة السورية المسلحة أشارت مصادر اعلامية لبنانية الى أن السفينة المحتجزة لدى السلطات اللبنانية – لطف الله 2 – كانت في طريقها الى سوريا بحر أن تفرغ حمولتها في شمال لبنان . وأضافت أن مخزنا كبيرا لشحن الأسلحة كان ينتظر تفريغ الحمولة قبل تهريبها للمعارضة السورية المسلحة انطلاقا من المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا . وأكدت أن السفينة تحتوي على أكثر من 150 طنا من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة منها قذائف «أر بي جي» وبنادق ورشاشات قنص متطورة وصواريخ وغيرها من الأسلحة القتالية . دعوة الى وقف النار في هذه الأثناء، دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النرويجي روبرت مود لدى وصوله الى دمشق أمس كل الاطراف في سوريا الى وقف العنف. وقال مود للصحافيين في مطار دمشق «أدعو الجميع الى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات من اجل انجاح خطة كوفي عنان». وأضاف «سنعمل على ان توضع خطة عنان المؤلفة من ست نقاط كما وافقت عليها الحكومة السورية موضع التنفيذ». وتابع «لتنفيذ ذلك لدينا الآن ثلاثون مراقبا على الأرض. ونأمل بأن يتضاعف هذا العدد خلال الايام المقبلة». من جهته، شدد المتحدث باسم المراقبين أمس على أهمية الوقف الكامل لكل اشكال العنف من كل الاطراف في البلاد مشيرا الى ان هذا الامر يشكل اولوية بالنسبة الى الاممالمتحدة. من جانبه، دعا رئيس تيار «بناء الدولة السورية» المعارض لؤي حسين المبعوث الدولي لسوريا كوفي عنان بالتدخل لدى السلطات السورية للافراج عن جميع المعتقلين في البلاد وخصوصا الكاتب مازن كيلة ومازن درويش. وقال لؤي حسين في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «كنا، في تيار بناء الدولة السورية، قد رحبنا بمهمتك وقبلنا بك وبفريقك وسيطا محايدا بيننا وبين السلطة السورية، التي أعلنت غير مرة موافقتها وقبولها بمهمتك بجميع بنودها». وأضاف «كنا ننتظر منك في هذه الأيام ابلاغنا بقبول السلطة بما طالبناك به بالافراج عن جميع المعتقلين السلميين والكف عن ملاحقة أي ناشط سلمي. لكن بدلا من ذلك استمرت السلطة باعتقالاتها العشوائية والمنظمة في محاولة ممنهجة لافشال مهمتك وتقويض مساعيك بايجاد أطراف يقبلون بحل سياسي سلمي للأزمة في البلاد. بل ان السلطة تستهدف في الأيام الأخيرة اعتقال رموز مشهورين بدعواتهم السلمية».