استفاقت دمشق صباح امس على تفجيرين داميين خلفا مئات القتلى والجرحى في تطور خطير يلقي بظلال جديدة من الشك حول مستقبل الحل السياسي الذي تسعى بعض الاطراف الدولية الى تحقيقة بعد اكثر من عام على «انفجار» هذه الازمة. قال التلفزيون السوري إن 55 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 372 جريحاً، سقطوا بانفجارين وقعا في العاصمة دمشق في ساعات الصباح الباكر عند منطقة «مفرق القزاز» وأظهرت الصور التي نقلتها القناة الرسمية عشرات السيارة المحترقة والمدمرة، إلى جانب أشلاء بشرية وآثار دماء.
وقال بيان لوزارة الداخلية السورية بثه التلفزيون الحكومي: «إن هجومين إرهابيين انتحاريين قتلا ما لا يقل عن 55 من المدنيين وأفراد قوات الأمن، وجرح 372 شخصا،» لافتا إلى أن «منفذي الهجمات استخدموا متفجرات وزنها ألف كيلوغرام.»
توضيحات
ووصف التلفزيون السوري الانفجارين بأنهما «إرهابيان» مضيفاً أنهما وقعا قرب المتحلق الجنوبي بدمشق في منطقة تكتظ بالسكان والمارة، كما أشار إلى أن رئيس بعثة المراقبة الدولية، الجنرال روبرت مود، زار الموقع.
كما لفتت وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى أن الانفجارين وقعا بالتزامن مع توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم في وقت تشهد فيه المنطقة حركة مرورية كثيفة.
ولم تشر وسائل الإعلام السورية إلى طبيعية الانفجارين أو سببهما، بينما قالت أوساط المعارضة السورية في العاصمة إن سحباً كثيفة من الدخان تغطي سماء المنطقة، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المكان يقع على مقربة من مركز أمني ويأتي هذا الحدث بعد ساعات من حصول انفجار في درعا، أدى إلى جرح ستة من جنود الجيش السوري الذين كانوا برفقة فريق من بعثة المراقبة الدولية، كما يتزامن مع اتهام المعارضة السورية لقوات النظام بقتل 1025 شخصاً، من بينهم 60 طفلاً، منذ إعلان التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وكانت السلطات السورية قد أشارت نهاية افريل الماضي، إلى وقوع سلسلة انفجارات في دمشق الجمعة، أسفرت عن مقتل 11 شخصاً، واتهم نظام الرئيس بشار الأسد من يسميهم ب«المجموعات الإرهابية المسلحة،» بالوقوف وراءها.
وفي 30 افريل الماضي، هزت سلسلة انفجارات مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، أسفرت عن سقوط 20 قتيلاً على الأقل، ونحو مائة جريح آخرين، وذكرت وكالة الأنباء السورية أن انتحاريين فجرا نفسيهما بسيارتين مفخختين.
وقد اطلق رئيس بعثة المراقبين الجنرال مود على الفور نداء للمساعدة على وقف اعمال العنف في سوريا. وكان قائد ما يعرف ب«الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد هدد أول أمس الاربعاء باستئناف العمليات ضد الحكومة السورية وأجهزته العسكرية وبأن المرحلة المقبلة ستشهد «تغييراً منهجياً» في عملهم العسكري.
وأضاف الأسعد في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية ومقرها في لندن، «وصلنا إلى مرحلة الذروة، مهما كان قرار مجلس الأمن، لن نقف مكتوفي الأيدي لأننا لم نعد قادرين على التحمّل والانتظار، في وقت لا تزال فيه عمليات القتل والاعتقال والقصف مستمرة رغم وجود المراقبين الذين تحوّلوا إلى شهود زور»، على حد قوله. من جانبها اتهمت المعارضة السورية النظام بالمسؤولية عن التفجيرين ..وحمل هيثم المالح روسيا والصين المسؤولية عن استمرار العنف.
ارهاب
وفي سياق متصل ندد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين بالتفجيرين الارهابيين اللذين استهدفا دمشق صباح امس وراح ضحيتهما عشرات الشهداء والجرحى . وأكد زاسبيكين في حديث لقناة المنار « ان القوى الخارجية والمسلحين الذين تدعمهم هذه القوى المتضررة من استتباب الأمن والاستقرار وتنفيذ سوريا لخطة مبعوث الأممالمتحدة كوفي عنان تلجأ إلى الأعمال الارهابية والتفجيرات لزعزعة الامن في سوريا.»
وجدد زاسبيكين رفض روسيا اي تدخل خارجي في الشأن السوري داعيا إلى تكثيف الجهود في مجلس الأمن ضد هذه المحاولات الإرهابية والتفجيرية كما جرى صباح امس في دمشق والعمل ضد هؤلاء الذين يريدون خلط الامور ومنع تنفيذ خطة عنان كما يجب العمل ضد الدول والقوى الداعمة لهؤلاء المسلحين والارهابيين وارغامهم على وقف تمويل ودعم هؤلاء المسلحين .
وأكد زاسبيكين موقف روسيا المبدئي والواضح من موضوع تهريب السلاح والمسلحين الى الداخل السوري ان كان من لبنان او غير ذلك لان ذلك يحبط مساعي التهدئة والاستقرار في سوريا ويحبط الحوار كما تنص خطة عنان.
وقال «نريد تحقيقا واضحا واهتماما دوليا في مسألة تهريب السلاح الى سورياولبنان عبر باخرة ضبطها الجيش اللبناني لان السفينة كانت تتجول بين دولة وأخرى», لافتا إلى «أن روسيا ستتابع هذا الموضوع مع المعنيين في مجلس الامن».
واشار زاسبيكين الى «ان انتخابات مجلس الشعب في سوريا جرت بشكل طبيعي وبمشاركة عالية من الناخبين مؤكدا أن إجراء الانتخابات في هذه الظروف هو خطوة ايجابية».
كما ادان السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن أبادي التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في دمشق وقال إنه «كلما نجح الشعب السوري والحكومة السورية والقيادة السورية في اجتياز العقبات والعراقيل امام عودة الاستقرار الى سوريا نشهد اللجوء إلى السلاح والتفجيرات والاعمال الارهابية ضد هذا الشعب».
وأكد ابادي في حديث مماثل لقناة المنار أن الموقف الامريكي الحقيقي مازال يدعم المسلحين والارهابيين وعملياتهم ضد الشعب السوري ويدعم ما يسمى المعارضة وميليشيا ما يسمى بالجيش الحر بكل انواع الاسلحة وما يجري الان من تسهيلات وعمليات إرهابية هو خير دليل على عجز هذه الاطراف .
وأوضح أبادي أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها بذلوا قصارى جهودهم لاسقاط سوريا وافشال كل الخطط ومنها خطة عنان بهدف انزلاق الوضع في سوريا نحو الفوضى واستمروا في دعم المجموعات الارهابية والمسلحين في داخل سوريا وعملوا على افشال خطة عنان والقاء المسؤولية على سوريا. .