ارتفع عدد الوحدات الصناعية بولاية قفصة بعد انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 لامتصاص غضب الأهالي وتوفير عدد هام من مواطن الشغل غير أن غالبيتها أغلقت بعد الثورة ما أدى إلى فقدان عدة مواطن شغل فهل من حلول للحد من نزيف البطالة؟ لمتابعة وضع هذه الوحدات بعد الثورة كان ل«الشروق» لقاء مع السيد محمد عرفة المدير الجهوي لوكالة النهوض بالصناعة والتجديد الذي أفادنا أن عددا هاما من هذه الوحدات الصناعية علقت نشاطها نتيجة الاعتصامات والاحتجاجات التي عاشتها جهة قفصة بعد الثورة من ذلك وحدة الإنتاج التابعة ليازاكي بأم العرائس التي أدى توقف عملها في ديسمبر 2011 إلى إحالة 480 عاملا على البطالة وأغلقت وحدة يازاكي بالمتلوي في جوان 2011 على اثر أحداث العنف بين العروش مما تسبب في خسارة 500 موطن شغل فيما انخفض عدد عمال نفس المؤسسة بالمنطقة الصناعية بقفصة من 1800 الى 1100 رغم أن هذا الرقم كان مرشحا للوصول إلى 5 آلاف عامل . كما أغلقت وحدة «خميسة تاكس» بالمظيلة أبوابها وتوقف عدد عمال نفس الشركة بالرديف عند 200 موطن شغل في ديسمبر 2011 رغم إمكانية تشغيل 1200 عاطل عن العمل بالمنطقة . أما مركزا النداء بالمتلوي والرديف فقد توقفا عن العمل رغم أنهما كانا يستوعبان 400 شاب من أصحاب الشهائد العليا من جملة 1000 فرصة عمل مبرمجة وتعطل بعث مركزي نداء بالمظيلة وأم العرائس بعد الثورة .
في المقابل لم يخف المدير الجهوي لوكالة النهوض بالصناعة والتجديد تفاؤله بمستقبل وضع النسيج الصناعي بالجهة مستشهدا بالمشاريع الهامة التي تم بعثها بعد الثورة من ذلك معمل المظيلة 2 التابع للمجمع الكيميائي التونسي الذي من المنتظر أن يوفر400 موطن شغل سنة 2013 باستثمار قيمته 470 مليون دينار وهوالآن في مراحل متقدمة في البناء بالإضافة إلى تدعيم شركة «بنيتون» العالمية وجودها بخمس وحدات بالجهة بعد الثورة ليصل عدد وحداتها إلى 21 كما برمجت نفس الشركة 10 وحدات أخرى لسنة 2012 موزعة على أغلب المعتمديات بولاية قفصة كما أشار محدثنا إلى أن شركة «بنيتون» جهزت فضاء القاعدة الإنتاجية بالمنطقة الصناعية بالعقيلة 1 على مساحة 4000 متر مربع ستمكن من إحداث 500 موطن شغل أغلبهم من حاملي الشهائد العليا كما تم تجهيز فضاء ثان من طرف شركة القطب التنموي بقفصة على مساحة 300 متر مربع بالمنطقة الصناعية العقيلة 1 لانجاز قاعة خاصة بقص القماش وتم بعد ثورة جانفي 2011 بعث وحدة طباعة على القماش بالمنطقة الصناعية بقفصة بقيمة 933 ألف دينار مكنت من خلق 40 موطن شغل أغلبهم من حاملي الشهادات العليا ليتضاعف العدد ويصل إلى 80 بعد أشهر من العمل ودخل مجمع عبد الناظر للمواد الصحية بالمتلوي طور العمل بعد الثورة بتشغيل 125عاملا من المنتظر أن يتضاعف بعد مدة من العمل. وفي ختام حديثه أكد محدثنا على أهمية استقرار الأوضاع في الجهة لتشجيع المستثمرين في الداخل والخارج على الانتصاب بولاية قفصة وبالتالي الحد من البطالة ودفع عجلة الاستثمار.