ارتفعت حدة الاهتمام بامتحانات الباكالوريا في الصفحات التونسية، وانخفض حضور شباب السنوات النهائية لنكتشف كيف حول الكثير منهم الموقع الاجتماعي الى فضاء للدروس المجانية والاختبارات المصلحة للمساعدة على الاعداد للامتحانات. يمثل شباب الثانوي جزءا هاما من الناشطين على الصفحات التونسية، وبعض صفحاتهم تحقق أعدادا مذهلة من المعجبين والمتابعين، وهذه الفئة العمرية عموما تميل الى الابتعاد عن المعارك السياسية وتفضل تقاسم مقاطع الفيديو والصور المضحكة بالاضافة الى عبارات الحب والأغاني الرقيقة. كما تعرف صفحاتهم منافسة مستمرة بين المعاهد خصوصا ابان حملات الباك الرياضي حيث ينقلون بالصور والفيديو الحفلات الصاخبة التي ينظمونها في معاهدهم. وفي معهد باب الخضراء، نظم تلاميذ الباكالوريا تظاهرة كبيرة علقوا على اثرها لافتات ضخمة في معهدهم ونشروا الصور في صفحاتهم في منافسة مع معاهد أخرى نظمت تظاهرات مماثلة تجاوزوا فيها تعليق اللافتات الى الرسوم الجدارية الساخرة والمسيسية أحيانا.
وفي المدة الأخيرة، تصاعدت الدعوات الى التركيز على المراجعة، كما ظهرت عدة صفحات تنشر عددا كبيرا من الاختبارات في كل المواد وخصوصا الرياضيات والفلسفة والاعلامية والانقليزية، وهي اختبارات تعود الى السنوات الفارطة تم اصلاحها ويتداولها التلاميذ بكثافة في صفحاتهم هذه الأيام، مما جعل شابا من قليبية يكتب «دروس تدارك مجانية في كل المواد، فايس بوك يقضي على الدروس الخصوصية المجحفة».
ينشر العديد من التلاميذ صورهم وهم بصدد المراجعة، انما مع تعاليق ساخرة وطريفة تكشف عن تبرمهم من الدراسة والامتحانات وتخوفهم من المستقبل الذي يبدو لهم غامضا. وتكشف العديد من التعاليق عن ميل عدد هام من التلاميذ الى الايمان العميق أملا في النجاح فينشرون أدعية صادقة لكي يفتح الله لهم الطريق نحو الفهم السريع والنجاح، وصمم شاب من معهد حي الخضراء بالعاصمة صورة كاريكاتورية جاء فيها: «هذا الشخص يحب أن يفرح أمه بالباكالوريا، قولوا انشاء الله». ونشرت فتاة من المنزه صورة لأية الكرسي وكتبت تحتها: «انشرها فتحصل على الباكالوريا بمعدل 12 من عشرين، وان لم تنشرها، فان البهامة هي التي منعتك».
وفي عدة صفحات شبابية، نعثر على تعاليق نشرت بعد منتصف الليل، بعضها كتب في حالة ارهاق وافراط في السهر، مما جعل أستاذا يشرف على صفحة شبابية ناجحة يطلق نداء لاغلاق «فايس بوك» بعد منتصف الليل أمام شباب الباكالوريا.
الا أن صفحات الشباب التونسي هذه الأيام ليست بهذه الصرامة دائما، ذلك أن شباب اليوم لا يفوت فرصة للضحك والمزاح وتقاسم مقاطع الفيديو الساخرة من السياسيين ونجوم التلفزة، كما نلاحظ في بعض الصفحات بداية ظهور التوجهات السياسية لدى شباب الباكالوريا، سواء بنشر صور زعماء اليسار والنضال ضد الاستعمار مثل تشي غيفارا لليساريين أو صور أيمة الاسلام والخطباء بالنسبة للاسلاميين في اطار الانقسام نحو الاستقطاب التقليدي في تونس.