أجواء متوترة سادت اشغال الجلسة العادية الثانية للنيابة الخصوصية لبلدية الحمامات التي لم يكتب لها ان تتواصل في ظروف عادية. فقد أجبر رئيس النيابة فيصل مرهبان على اتخاذ قرار توقيفها بعد 12 دقيقة فقط من انطلاقها بسبب عدم التزام بعض المواطنين الحاضرين بالصمت ودخولهم في مشادات كلامية معه
فبعد تأخير بنصف ساعة استهل رئيس النيابة الخصوصية الجلسة بتذكير الحاضرين ببعض القوانين الخاصة بدورالمواطن في الجلسات العادية الذي يقتصر على الإنصات وملاحظة مداولات أعضاء المجلس دون اي تدخل خلافا للجلسات التمهيدية المفتوحة لتدخلات المواطنين كما استعرض بعد ذلك جدول الأعمال وتحدث عن الوضعية المالية الحالية للبلدية قبل تمرير الكلمة لاعضاء المجلس.
وبعد دقائق معدودة احتج بعض الحاضرين على حالة مضخم الصوت وعدم تمكنهم من حسن متابعة بداية الاشغال وهذا ما دفع بالسيد فيصل مرهبان إلى ان يطلب الصمت من الحاضرين في مناسبة اولى قبل ان يقرر توقيف المداولات بصفة نهائية وهذا ما تسبب في ارتفاع درجة التوتر في صفوف الحاضرين الذين احتجوا ورفعوا شعارات «ديقاج يا تجمع» و«الشعب يريد بلدية شرعية»...
ورغم ذلك فقد فضل رئيس النيابة الخصوصية عدم مغادرة القاعة والصعود فوق الطاولة الرسمية في حالة غضب شديد مبينا للحاضرين عدم خوفه واستماتته للدفاع عن مصلحة الحمامات مهما كلفه ذلك...وبعد ان هدأ الوضع افادنا السيد فيصل مرهبان داخل القاعة انه مستاء جدا مما يحدث وانه بصدد دفع ضريبة مواقفه الأخيرة الرافضة لمشروع تانيت الحمامات المثير للجدل خارج الأطر القانونية وخارج مثال التهيئة العمرانية مؤكدا استحالة استئناف الجلسة في مثل هذه الظروف ومبرزا ان هذه الجلسة العادية ستعقد في موعد لاحق دون حضور المواطنين.
كما اخذنا بعض مواقف المحتجين المتمثلة في ابلاغ رغبتهم للسلط المحلية والجهوية والمركزية في عدم التمديد للنيابة الخصوصية الحالية التي تنتهي مهامها يوم 24 جوان 2012 بسبب عجزها عن ادارة الشؤون البلدية وقضاء حاجيات المواطنين وعدم قدرتها على تنفيذ قرارات الهدم وردع المخالفين من الإداريين وتراكم الأوساخ في عديد المناطق حسب رأيهم، كما فضل المحتجون بدورهم عدم مغادرة القاعة وتأدية صلاة المغرب داخلها...
وكنا قد اشرنا في عدد سابق إلى انطلاق المشاورات مع الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني حول تركيبة النيابة الخصوصية القادمة التي اختلفت الآراء حولها فالبعض يدعو إلى التمديد للنيابة الحالية مع تطعيمها بعناصر جديدة وآخرون يطالبون بتغييرها كليا والمطلوب حسب رأينا تغليب منطق العقل ولغة الحوار والتوافق من أجل تجاوز الخلافات ووضع مصلحة الحمامات فوق كل اعتبار.