تقرّر رسميا تأجيل المؤتمر الوطني للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الى أجل غير مسمّى حيث كان من المقرّر أن ينعقد يومي 27 و28 جوان القادم. وقد أثارت هذه الخطوة تساؤلات عديدة تفرض نفسها، ولعل أهمها لمصلحة من هذا التأجيل؟ وهل هناك خيوط خفية تحرّك اتحاد الأعراف؟ وهل ستخدم هذه الخطوة بعض المترشحين وأين وداد بوشماوي من كل هذا؟ خاصة أنها كانت دوما تؤكد على ضرورة انعقاد المؤتمر الوطني في موعده المحدد.
نزل خبر التأجيل على الاتحادات الجهوية والغرف والجامعات التابعة لمنظمة الأعراف كالصاعقة خاصة أن جلهم أسرعوا في انتخاباتهم المحلية للمشاركة في هذا المؤتمر الاستثنائي على حدّ تعبير البعض وخاصة أن المنظمة لم تشهد تحرّكا ميدانيا كهذه الفترة.
بوشماوي والتأجيل
قرار تأجيل المؤتمر الوطني لمنظمة الأعراف لم يستهو رئيسته وداد بوشماوي لأنها بدأت تتحرّك على الميدان منذ فترة للقيام بتحضيرات حملتها الانتخابية رغم أنها كانت دوما تؤكد أنها لم تقرّر بعد الخوض في معركة تنصيب رئيس جديد على بيت رجال الأعمال لأنها متأكدة أن عامل الوقت سيخدم أطرافا جديدة ستدخل على الخط قريبا، فلم تعد المنافسة بينها وبين رجل الأعمال والرئيس السابق لاتحاد الأعراف حمادي بن سدرين فقط.
أسباب ولكن...
مسؤول في منظمة الأعراف أكد أن من أسباب التأجيل هي مناقشة القانون الأساسي وتغيير بعض بنوده التي لا تخدم الفترة الحالية وتغيير نظام الانتخابات بالقوائم والبحث عن صيغة جديدة لهذا المنهج في العملية الانتخابية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تتم مناقشة هذه النقاط قبل تقرير الموعد النهائي للانتخابات ووضع منظمة الأعراف في موقف محرج لا تحسد عليه.
إن القانون الأساسي لاتحاد رجال الأعمال كان محلّ خلاف منذ حوالي السنة مع بوشماوي ولعلّ أحداث 28 فيفري كانت الشرارة الأولى لإعلان البعض عن «العصيان» والخروج من جلباب كلمة «نعم» حيث تبنّت الهيئة المؤقتة لإنقاذ الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. هذه الأحداث معتبرة إياها خطوة نحو الديمقراطية في هذه المنظمة مؤكدة أن هدفها الرئيسي كان يعتبر هذا القانون، فلماذا هذا التوقيت بالذات لتغيير الموعد لهذا السبت؟
الكواليس
تصفيق وتهليل وترحاب وعبارات شكر ومودّة عبّر بها عدد هام من أعضاء المجلس الوطني عن سعادتهم لهذا القرار معتبرين إياه خطوة جديدة نحو الديمقراطية، وفي أول فسحة عبّر بعضهم عن مدى احترامهم لهذا القرار الذي يخدم مجموعة من الراغبين في الترشح والمبعدين، في حين اعتبر جزء منهم هذه الخطوة بالمتسرّعة والتي لا تخدم مصالح منظمة الأعراف في ظلّ تواجد نقابات جديدة لرجال الأعمال قد تسحب البساط من تحتهم. بين مؤيد ورافض تمّ رسميا الاعلان عن قرار تأجيل الموعد الانتخابي لمؤتمر بيت رجال الأعمال لموعد غير محدّد، في انتظار اجتماع رابع للمجلس الوطني الذي سيقرّر الموعد الرسمي الثاني لهذا العرس الانتخابي.