اقتحم شابان عاطلان عن العمل مقر معتمديّة «قابس الجنوبيّة» يوم أمس الاربعاء. ووسط ذهول المعتمد، و أمام أعين موظفي «المعتمدية» وأعوانها، قاما بإخراج «شفرة حلاقة»
وشرعا في جرح نفسيْهما احتجاجا على ما اعتبراه لامبالاة من السلطة وعدم تمكينهما من فرصة عمل رغم تردّدهما على مقرّ «المعتمدية» منذ فترة طويلة. ولم تنجح كلّ محاولات الطاقم الطبيّ وأعوان الحماية المدنيّة والشرطة في إقناعهما بضرورة الخضوع إلى الاسعافات. وكانا ينزفان إلى درجة أنّ أرضية مقر «المعتمدية» وبعض جدرانها أصبحت حمراء. ورغم حضور أهل الشابين، لم يستجيبا لطلب الامتثال لأوامر الطاقم الطبي الذي كان ينبههما إلى خطورة النزيف ومضاعفاته على صحتهما. وبعد أكثر من ساعتين كان فيها أعوان الحماية المدنية والشرطة يحاولان إقناع الشابين بالتجاوب،ظهرت عليهما علامات الإعياء. وعندها أمكن السيطرة عليهما وحملهما إلى المستشفى في حالة خطيرة. وكانت أمّ أحد الشابيْن قد سقطت مغشيّا عليها بعد أن هالها مشهد الدماء وهي تغطّي أرضيّة المعتمديّة. وقد توسّلت لابنها كي يقترب منه الطاقم الطبيّ لعلاجه لكنّه كان في غاية التوتّر ورافضا لأيّ تعاون.
والد أحد الشابيْن قال إنّ اليأس قاد ابنه إلى مثل هذا السلوك بعد أن انسدّت في وجهه كلّ الأبواب. وهو يريد أن يكون كمن في مثل سنّه، قادرا على أن ينفق على نفسه. وبدا مساندا لابنه في حقّه في المطالبة بالعمل. ولا يمكن إلّا أن نحيّي أعوان الأمن والحماية المدنية الذين أبدوا من الحنكة والصبر ما جعل الأمور تنتهي على خير خاصّة أنّ الشابيْن كانا متوتّريْن ويهدّدان بالاعتداء على كلّ من يقترب منهما. ورغم توتّر الشابين، فإنّ الدماء غطت الارضية.