منتصر محمد علي هو طالب سنة ثالثة في المعهد العالي للموسيقى بسوسة علوم موسيقية نشأ على الألحان والكلمات الطربية فلم تمثل له الدراسة سوى رافد معرفي لا غير بحكم ممارسته الميدانية للموسيقى منذ الصغر وقد توّج ولايزال تجربته الموسيقية بالعديد من المشاركات مع الكثير من الفنانين والموسيقيين وآخرها مع الفنان العربي صابر الرباعي والذي شدته موهبة منتصر واختار من بين مقترحاته أغنية «عجايب» عن هذه التجربة وبعض المواضيع الفنية الأخرى كان حوارنا مع هذا المبدع الشاب والذي عكس ثقافة موسيقية عميقة :
أنت مختص في التوزيع الموسيقي ماذا يعني هذا الاختصاص في تونس ؟
أنا مختص في التلحين والتركيب والتوزيع الموسيقي وربما أختلف في شيء وهوأني ألحن وأوزع الموسيقى قبل قراءة نص الأغنية الشعري ،عكس ما جرت به العادة التي اقتضت أسبقية الكلمات على التلحين والتوزيع ولو أن ما أقوم به أعتبره من وجهة فنية أنه الأجدى والأنجع ، وفيما يخص دور الموزع فهو الذي يكسب للأغنية روحا وهو الذي يصنع الأغنية .
لكن عادة الموزّع يبقى في الظلّ عكس المغنّي والملحّن والشّاعر؟
للأسف في تونس الموزع لا تسلّط عليه الأضواء رغم أهمية دوره فعادة الملحن هو الذي يغيّبه ولا يمكنه حتى من الحق في تدوين اسمه وأذكر على سبيل أحد المبدعين في هذا المجال و هو الموزع محمد الكلبوسي والذي ساهم بشكل كبير في مختلف انتاجات الملحن الطاهر القيزاني ولكنه كان دائما مُغيّبا وغيره كثير من الموزّعين الذين لحقهم التجاهل رغم أنهم المتسببين في نجاح تلك الأعمال بصفة مباشرة. أظن أن صابر الرباعي سوف لن يغيبك عندما اختار توزيعك لأغنيته الجديدة «عجايب» بالعكس صابر شجعني وكان سببا في فتح أبواب الأمل في وجهي، فقد توسط بيني وبينه أحد أساتذتي فوافق على مقابلتي واستمع إلى واحد وعشرين مقطوعة فاختار منها واحدة وهي «عجايب» للفنان لطفي الورغمّي تأليف وليد ورغمي وألحان نعمان الشعري وقد قمت بإعادة توزيعها فنالت إعجاب صابر .
لكن هل تعتبر أن اختيار أغنية من بين واحدة وعشرين أخرى نجاحا أم أن مواصفات الأغنية بالنسبة الى صابر مخالفة لتوجهاتك ؟
عدم اختياره لبقية الأغاني لا يعني أنه لم يعجب بها بالعكس نالت استحسانه ولكني انا الموزع الموسيقي الثاني الذي يتعامل معه صابر الرباعي إضافة لعصام الشرايطي وهذا أعتبره شرف لي، والتعامل مع فنانين كبار فرصة قد لا تتوفر دائما وصابر كان يبحث عن اللون التونسي والأغاني العشرين الأخرى كانت كلماتها باللهجة المصرية واللبنانية فلم تعجبه فحواها وقد أقنعني باختياراته المبنية عن دراية فنية عميقة فهو يفهم الكثير في التوزيع الموسيقي ويقوم في منزله بمحاولات في ذلك ولا يمكن أن يفوته شيء ويكفيني شرف انني تعاملت مع صابر الرباعي ولا زال سني لم يتجاوز الاثني وعشرين سنة.